فيلم عابر... قاطع شحن!

نشر في 05-04-2010
آخر تحديث 05-04-2010 | 00:00
 محمد بدر الدين ثمة أفلام، سواء في السينما العربية أو الغربية، تمرّ مرور الكرام ولا ينجذب إليها الجمهور بما يكفي، قد يراها في دور العرض بالمصادفة، من دون سابق إصرار أو ترقب، أو حتى على الشاشة الصغيرة في ما بعد، ولا يبقى منها في الذاكرة شيء يذكر.

فن السينما هو فن القدرة على البقاء في الذاكرة وفن تحدي النسيان!

نتحدث بمناسبة فيلم {قاطع شحن}، الذي يعرض حالياً، للمخرج سيد عيسوي الذي قدم سابقاً {بحبك وبموت فيك}، وفي الفيلمين لا يترك أثراً يذكر سواء على مستوى المعنى أو المبنى الدرامي السينمائي أو الفكرة أو حتى الحرفة!

يتمحور {قاطع شحن} حول شباب من خريجي الجامعة، يبحثون عن فرص ويتنقلون بين أعمال لا تناسبهم ولا يستقرون عليها ويقعون في براثن عصابة لتهريب الآثار.

هؤلاء الشباب هم: فتاة (ياسمين جيلاني) تعمل في محل تزيين الشعر للسيدات، حبيبها (شادي شامل) يعمل في مطعم ويوصل الطلبات إلى المنازل ويحلم بالسفر والعمل في الخارج، صديقة الأولى (شذى) وزميلتها في العمل التي يغرم بها شاب (عمر حسن يوسف) من طرف واحد، إلى أن تبادله هذا الحب في النهاية، يعمل سائقاً خاصاً لدى سيدة عجوز متعجرفة من بقايا الأرستقراطية القديمة ذات الأصول الأجنبية، إلا أنه لا يستمر كثيراً في عمله.

لا يلبث هؤلاء أن يتعرفوا معاً إلى {إحسان بيه} (لطفي لبيب)، لكنهم لا يعرفون أن الدخول إلى عالمه سيورطهم في علاقات وأجواء غريبة، مع عصابة تهرّب الآثار وتتاجر بها، إلى أن تنكشف العصابة في النهاية ويتحقق الانفراج والوئام بين الأبطال كافة، ويبلغ الفيلم نهايته السعيدة المنتظرة، ولا ينسى صناعه بالطبع أن يسمعونا غناء فردياً يؤديه كل من شذى وشادي شامل.

على رغم محاولاته كلها يبقى الفيلم بلا أثر حقيقي، ليس فيه لمعات في السيناريو الذي كتبه أسامة رؤوف، أو الحرفة في إخراج سيد عيسوي.

في ظننا يحسب لـ {قاطع شحن} أنه لم يدعِّ شيئاً، سوى محاولة التسلية لبعض الوقت ولا يتحذلق ولا يسفّ أو يبتذل ولا يبعث على ضجر أو ملل.

كذلك يحقّ أن نرصد أن ممثليه الأربعة، يمكنهم أن يقدموا أداء أفضل وأكثر نضجاً إذا توافرت الفرص أمامهم، وأسبقهم إلى الظهور وأبرزهم في الموهبة ياسمين جيلاني، التي لفتت الأنظار في مسلسل {عيش أيامك} (بطولة نور الشريف)، وشاركت في بطولة فيلم {ليلة قمر} للمخرج خيري بشارة، الدور الذي أدته في {قاطع شحن} كان محدوداً وسطحياً ولم يظهر قدرتها على التعبير بدقة وحيوية وظرف.

بدوره، يبدو شادي شامل في الفيلم، قادراً على الابتعاد عن طابع شخصية عبد الحليم حافظ التي قدمته كممثل للمرة الأولى في مسلسل {العندليب}، لكن الدور في الفيلم لم يتح له الفرصة لإثبات ذلك إلا قليلاً، وهو يستحق أن يختبر مجدداً.

الأمر نفسه بالنسبة إلى شذى وعمر حسن يوسف، لم يُختبرا في الفيلم بما فيه الكفاية، ويحتاجان إلى مرونة أكبر في الأداء وإلى أدوار مرسومة بصورة أدق وإلى إدارة مخرجين أكفاء لما يضطلعان به من أداء.

}قاطع شحن} فيلم عابر، لكن في موسم سينمائي مبشر، رأينا فيه فيلماً ساطعاً هو {رسائل البحر} وفيلماً عذباً هو {ولد وبنت}، وما زلنا ننتظر فيه ثماراً أكثر.

فلا بأس أن يأتي خلاله فيلم... {قاطع شحن}!

back to top