خطر يا صحة... يا تجارة... يا نواب!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
ومن المعروف في الأوساط العلمية أنه لم يتم حتى اللحظة الكشف عن الأضرار الصحية الطويلة المدى، التي قد تنتج عن تناول مثل هذه الأطعمة المتلاعب بها جينياً، وذلك لأهداف تجارية وتسويقية في الغالب، والسبب في ذلك يرجع إلى حداثة هذه التقنيات، وبالتالي عدم مرور زمن كاف للكشف عن نتائجها الصحية، وهكذا تبقى كل الاحتمالات مفتوحة حتى الساعة وصولاً إلى الإصابة بالسرطان!صحيح أن تقرير منظمة السلام الأخضر لم يجزم بوجود الأضرار الصحية الخطيرة، ولكنه أشار وبقلق بالغ إلى وجود الاحتمالات لذلك، ولهذا السبب بالذات فإن دول الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، اشترطت منذ سنوات على كل الشركات المنتجة لمثل هذه المواد الغذائية المعدلة وراثياً أن تذكر ذلك صراحة وبوضوح على أغلفتها، ليترك الخيار بعد ذلك للمستهلك ليحدد ما إذا كان سيقبل على شرائها أم لا، وهو الأمر الذي دفع بهذه الشركات إلى التوقف عن تسويق مثل هذه المواد في أوروبا بعدما امتنع المستهلك الأوروبي عن تناولها، واضطرها إلى توجيهها نحو أسواق البلدان التي لا تشترط حكوماتها شيئا من هذا، ومنها الكويت!ومن المهم أن أذكر أن تقرير منظمة السلام الأخضر لم يأت اعتباطاً، إنما أقيم استناداً إلى فحوصات مخبرية أجريت على عينات كثيرة من أطعمة معلبة موجودة في أسواقنا المحلية، جرى فحصها في مختبر مستقل في بيرن في سويسرا. الأمر خطير بحق، ويستلزم ولا شك التفاعل العاجل من وزارتي الصحة والتجارة، بل من مجلس الأمة للوقوف على أبعاده، فحياة الناس ليست شيئاً رخيصاً ليستهان به إلى هذا الحد.ولست أدعو هنا إلى منع دخول هذه الأطعمة المعلبة إلى البلاد، كما دعت إلى ذلك جهات كثيرة حول العالم بالفعل، إنما أدعو فقط إلى تبيان حقيقة أنها أطعمة معدلة وراثياً وبشكل صريح على أغلفتها، وأن يترك القرار بعد ذلك للمستهلك في أن يشتريها أو لا. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة