هل يسير قطار أم الهيمان نحو الحل فعلاً؟

نشر في 11-05-2010
آخر تحديث 11-05-2010 | 00:01
 د. ساجد العبدلي قضية أم الهيمان، هي اليوم وليمة مقدمة على طبق من فضة لمحترفي التكسب السياسي، ولا أشك أن كثيراً من النواب سيجدون فيها فرصة سانحة ولقمة سائغة لممارسة هذه اللعبة، لكنني لا أظن الأمر يخفى على شباب لجنة أم الهيمان البيئية التطوعية.

هل أشعر أن قاطرة كارثة أم الهيمان البيئية بدأت تتحرك قليلاً؟ لست متأكداً، ولكن إن صح ذلك، فليس في الأمر فضل من الحكومة، ولا جهد من النواب، بل هو نتاج خالص لجهود حثيثة ومتواصلة من لجنة أم الهيمان البيئية التطوعية، بقيادة الأخ المهندس أحمد الشريع وزملائه الشجعان، تلك المجموعة المباركة التي عملت خلال الفترة الطويلة الماضية دون انقطاع وبصبر راسخ، بالرغم من كل الضغوط والمغريات التي تعرضت لها.

والظاهر أن بعض النواب، شعروا مثلي بقرب تحرك القاطرة بل صار بعضهم يظن أنه يسمع صرير عجلاتها، فاندفع مع الراكبين علّه يفوز فوزاً عظيماً، بل إن من هؤلاء من لن يتردد ولو تعلق بالدعامية، علّ القاطرة تسحبه معها، فيتسنى له أن يقول بعد حين إنه ما كان متعلقاً، بل دافعاً مساهماً في التحريك والحل!

من سخريات القدر، وما أكثر سخرياته في برلماننا، صرح "واحد" قائلا منذ أيام، شيئ من قبيل أنه حقق لأم الهيمان بالمفاوضات والطرح الهادئ، ما لم يتحقق بالتهديد والوعيد... يا له من هراء (من قبيل هراء ترجمات الأفلام الأجنبية) وضحك على الذقون، والآخر ظهر معه ليطالب بإغلاق المصانع المخالفة إغلاقاً كاملاً إن هي لم تلتزم بالاشتراطات البيئية كافة، ولا أدري أين كان الأخ وتصريحاته ومواقفه قبل أن يعتصم أبناء أم الهيمان احتجاجاً على تجاهل الجميع لقضيتهم العادلة فيمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المدارس، وتشعر الحكومة بعدها ببعض الحرج وتبدأ بالتحرك، وما كادت!

بطبيعة الحال، فإن قضية أم الهيمان، هي اليوم وليمة مقدمة على طبق من فضة لمحترفي التكسب السياسي، ولا أشك أن كثيراً من النواب سيجدون فيها فرصة سانحة ولقمة سائغة لممارسة هذه اللعبة، لكنني لا أظن الأمر يخفى على شباب لجنة أم الهيمان البيئية التطوعية، وبالتالي فإن من النافل أن أحذرهم من السماح لأي طرف بالتكسب على حساب قضيتهم، أو من الوقوع في فخ استغلالها بواسطة أي طرف كورقة ضغط على الحكومة لهذا الدافع أو ذاك، أو لتمرير هذه القضية أو تلك.

قضية أم الهيمان قضية بيئية إنسانية حقيقية مستحقة وعادلة، ومن أوصلها إلى ما هي عليه اليوم من مستوى إعلامي وسياسي بجهده وتعبه وعطائه لقادر، بإذن الله، على أن يصل بها إلى شواطئ الحل، ولهذا فعليه أن يكون واثقاً بأنه ليس بحاجة إلى الاستعانة بأطراف قد تسيء إلى قضيته أو تستغلها لمصالحها وأهدافها السياسية فتنحرف بها عن مسارها الصحيح.

back to top