صوتك وصل... المبدأ أولاً
«راح فيها الوزير»... هذا ما خطر ببالي بعد مشاهدة الحلقة الأولى من برنامج «صوتك وصل» الذي يعرض على قناة سكوب ويتم فيه تقليد الشخصيات السياسية بشكل ساخر، إذ لا ينقص الحكومة صدامات جديدة مع النواب، ولا ينقص وزير الإعلام والنفط الشيخ أحمد العبدالله صداعاً آخر يضاف إلى صداع العقود النفطية، حتى يأتي «صوتك وصل» الآن كمشروع لدعك الملح في جراح الحكومة وينذر بأزمة جديدة.شئنا أم أبينا، قناة سكوب ظاهرة مثيرة للاهتمام، إذ فيها تجسيد للتحولات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع الكويتي، لذلك فإن تهميشها يعد إضاعة لفرصة ثمينة لاستيعاب تلك التحولات، ومما يثير الاهتمام أن «سكوب» تثبت في كل مرة أن المال ليس كل شيء، فبينما تبذخ «الوطن» على سيل البرامج والتكنولوجيا المستخدمة فيها، وتجتهد «الراي» للحصول على سبق إعلامي أو لقاء حصري، تأتي «سكوب» وتسحب البساط من تحت أقدام الجميع بقليل من الجرأة والعفوية على الرغم من أنها تبث من «شقة غرفتين وصالة» كما قال أحد ضيوفها، وهذا ما تجلى في انتخابات 2008 و2009 والآن مع برنامج «صوتك وصل».
لا أخفي استغرابي من صمود البرنامج لثلاثة أيام دون افتعال ضجة نيابية، بل من العجب أن يأتي أول تصريح نيابي مدافعاً عن حق الإعلام في التعرض للشخصيات العامة، وهو ما تستحق عليه النائبة رولا دشتي الوقوف احتراماً رغم كونها ممن طالهم التقليد في البرنامج، في المقابل، لم أستغرب تسابق الحكومة مع الزمن لملاحقة البرنامج قبل هطول السهام النيابية عليها بحجة تعرضه للشخصيات السياسية، متناسية أن سمو الأمير هو فقط مَن ذاته مصونة، أما الآخرون ممن يرون أنهم فوق النقد والتجسيد فالساحة مفتوحة والإساءة مقننة وباب القضاء مفتوح.«صوتك وصل» ضربة معلم لـ«سكوب» من حيث كونه حركة علاقات عامة استعراضية، فإن استمر عرضه رفعت «سكوب» السقف لما هو قادم واستمرت باستقطاب المشاهدين، وإن تم إيقافه فستكرر «سكوب» أسطوانتها القديمة، تغلق شاشتها ليومين ثم تعرض الأغاني الوطنية ويظهر «بوعيده» بوشاح علم الكويت وتتصل فجر السعيد من غرفة الكنترول ويتبادلان اللطم والتمسكن، وتكمل اتصالات ورسائل المشاهدين حفلة التطبيل. إذن في الحالتين ستحصل القناة على دعاية إضافية.إذا كان البرنامج مجازاً من قبل الجهات الفنية المختصة- وهو الأمر الذي لاتزال الأقوال متضاربة بشأنه- فلا داعي لهلع الحكومة، فلتكن مبادئ الحرية في الدستور هي أساس ردود أفعال الشخصيات المعنية في البرنامج، وليكن القانون هو المسطرة في حفظ الحقوق وتحديد الإساءة إن وجدت. فضحالة ما تقدمه «سكوب» من أعمال وحوارات هابطة وأفكار ومفاهيم ملوثة «نتفاهم عليها بعدين»، ولكن دعونا نتفق أولاً على مبدأ حرية الإعلام وعدم تحصين الشخصيات العامة من النقد حتى إن كان ساخراً.Dessert المؤلفة فجر السعيد أبهرت الخليج كله في زمن مضى بقصص كـ«دارت الأيام» و«جرح الزمن»، ولا يملك المشاهد سوى الشعور بالأسى تجاه ما تنتجه هذه الأيام من قصص وأفكار وحوارات هابطة ومباشرة تفتقر لأي إبداع يذكر. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء