لم تمض أيام على فقداني صديقاً عزيزاً أكل السرطان جسده بعد قضائه وقتاً طويلاً في العلاج داخل الكويت قبل توجهه إلى لندن لتكون النهاية هناك بعد استفحال المرض، حيث لم تعد هناك فائدة ترجى من العلاج الكيماوي الذي أخذ منه جرعتين قبل أن يتوفى، وحتى الآن لا أعلم تفاصيل وفاته في لندن، لكن المرجح عندي أن له أسباباً تختص بتشخيص حالته داخل الكويت، حيث كان يتلقى العلاج شهوراً عدة قبل ذهابه إلى لندن، لا أريد أن أجزم فأظلم أحداً، فالأمر يحتاج إلى رأي فني دقيق لا يقدر عليه إلا أهل الاختصاص وحدهم، كي نفهم كيف مات وحيد أمه وأبيه، وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد؟!

Ad

أقول لم تكد تمضي أيام على وفاته حتى قرأت تحقيقا في الزميلة "الرأي" عن مرض الفنان "ولد الديرة" الذي يقاسي آلام السرطان في المستشفى الأميركي في تايلاند وحده دون أنيس أو ونيس سوى الفنان المقيم هناك بشكل دائم "محمد لويس" وصديقه "محمد أشكناني" فيما تخلى الجميع عنه في محنته، بعد أن أمضى سنين وهو يزرع الابتسامة على شفاه الصغار والكبار، ولسان حاله يقول: ما أكثر الأصحاب حين تعدهم... لكنهم في النائبات قليل!

حديث "ولد الديرة" مؤلم ويبعث على الأسى والمرارة في قلب كل ذي إحساس وشعور لم تهاجمه البلادة المنتشرة بعد، فالعشرات ممن كانوا يتصلون به أثناء وجوده في مستشفى حسين مكي جمعة من عليّة القوم وكبارهم كانوا يعدونه بالتكفل بمصاريف سفره إلى فرنسا على نفقتهم الخاصة، وأن "لا يحاتي" أبداً، لكنهم وقت "الصجية" وحين علموا أن العلاج الذي يتلقاه في الكويت غير مجد وتسبب في مضاعفة حالته، تملصوا من وعودهم وتركوه وحده، فما كان منه إلا أن باع كل ما يملك ليتوجه إلى تايلاند لرخص العلاج هناك، بعد أن قضى شهوراً، وهو ينتظر أن تبت لجنة العلاج بالخارج في أمره، وكل خلية في جسده تصرخ بألم "يا ليل ما أطولك"! حتى الآن... تلقى "ولد الديرة" جرعتين كيماويتين وهو يقول للزميلة ليلى أحمد: "بعد الجرعة الثالثة أحتاج الى أشعات كثيرة وتحاليل مختلفة لمعرفة أين وصل السرطان بجسدي، وأنا حتى هذه اللحظة لا أملك قيمة التكلفة المالية للأشعات والتحاليل بعد الجرعة الثالثة... هذا عدا عن حاجتي لعمليتين واحدة لإصلاح ما أفسده مستشفى مكي جمعة في الكويت، وأدى الى فتاق عندي، والأخرى لاستئصال ما بقي من سرطان خبيث"!

لن أتحدث هنا طويلاً عن "البخل" المستشري عند كثير من عليّة القوم، والبلادة في الشعور عند كثير من المسؤولين، وقلة وفاء الجمهور لكل من أسعده، فهي أمور متوقعة واعتدنا عليها، لكنني سأتوجه بسؤال للحكومة الرشيدة: حتى متى ونحن نرى الأصدقاء والأعزاء يتساقطون بسبب روتين لجنة العلاج بالخارج، وبعد أن ينتهي أهل الوساطات من تقديم أسماء المشمولين برعاية الصفقات السياسية ومقايضة الحكومة للنواب بعلاج ناخبيهم مقابل الاصطفاف إلى جانبها في خصوماتها مع نواب آخرين؟!

ألا تستطيع هذه الحكومة أن ترحمنا من كل هذه المعاناة فتقوم بجلب أفضل الطواقم الطبية العالمية للكويت بدل الذهاب إليهم في بلدانهم و"أنت وحظك" و"يا تلحق يا ما تلحق" أيها المريض المسكين، فالأمر يعتمد على وضعك الاجتماعي ومدى قربك من الواسطة النيابية... ألا يكفي ما أزهقت من أرواح حتى الآن؟! ألا تعلم هذه الحكومة أنها تتحمل وزر موتهم حين تتقاعس عن حل هذا الملف الذي يشعر المرء بالقرف من السياسة وأهلها؟!

نطالب كل نائب شريف في مجلس الأمة أن يسعى إلى حل هذه المشكلة اليوم قبل الغد، وأن يتم الضغط على وزير الصحة كي يخطف طيارته بأسرع وقت ويذهب لإبرام العقود مع أفضل الأطباء العالميين المتخصصين بأمراض السرطان والقلب وغيرها كي ينقذوا المواطنين وأبناءهم الذين انتخبوهم من بعض "جزاري" وزارة الصحة، الذين سيعملون بهم "العمايل" إن أصيبوا- لا سمح الله- بهكذا أمراض!

لكل من ينوي التبرع للفنان "ولد الديرة" نعيد هنا نشر حسابه الذي نشرته "الراي":

الاسم: خالد راشد العقروقة

• البنك الوطني

4644520127539519

• بنك الخليج

5359667676094735