وعدت اللجنة الرباعية بإصدار وثيقة "واضحة وصريحة" في ختام اجتماعها بموسكو اليوم، بشأن موقفها من عملية السلام، في وقت يعود المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة، رغم أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، دخلت نفقاً مظلماً.    

Ad

بينما بدأت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط أمس، سلسة اجتماعات في العاصمة الروسية موسكو تنتهي اليوم، أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة أن المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيصل إلى المنطقة الأحد المقبل، بعد أن أرجأ زيارته التي كانت مقررة مساء الثلاثاء الماضي بعد توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، عقب إعلان الحكومة الإسرائيلية خطة استيطانية جديدة في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن لإسرائيل.  

أوباما

وبينما تنتظر الإدارة الأميركية رداً من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على النقاط التي طالبتها بها ومن بينها سحب قرار الترخيص لبناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، وفي أول تعليق له على هذه المسألة، نفى الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول وجود أزمة في العلاقات الأميركيةـ الإسرائيلية، إلا أنه أشار في المقابل إلى أن قرار بناء وحدات استيطانية جديدة يعد قراراً سيئاً وغير مساعد للتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

بيريز

وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز دافع أمس خلال لقائه مع المنسقة العليا للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن خطة البناء في القدس، معتبراً أنه "على مدى أربعين عاماً كان هناك نمط معين، وهو أن نبني في الضواحي اليهودية أساساً، دون الضواحي التي هي أساساً عربية، الأمر الذي نفذته جميع الحكومات، وكان مقبولاً في الواقع من قبل الجميع، بمن فيهم الفلسطينيون، بينما لم يؤثر هذا أبداً على المفاوضات. وأعتقد أن علينا أن نواصل هذه السياسة نفسها".

«الرباعية»

وفي إشارة جديدة على أن الخلاف بين واشنطن وتل أبيب لم يلق طريقه الى الحل، شاركت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس اجتماع اللجنة الرباعية بدون إجراء الاتصال الهاتفي الذي كان متوقعاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية.  

ووعد وزير الخلارجية الروسي سيرغي لافروف بأن يقر اجتماع الرباعية وثيقة "واضحة وصريحة تؤكد موقف المجتمع الدولي إزاء استئناف العملية التفاوضية" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشدداً على أهمية ترجمة هذه المبادئ على أرض الواقع.

صاروخ غزة

وفي حين دخلت المفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية نفقاً مجهولاً، عاد الوضع في قطاع غزة إلى واجهة الأحداث، مع سقوط صاروخ فلسطيني من القطاع على كيبوتز إسرائيلي، ما أدى إلى مقتل عامل زراعي تايلاندي، وذلك تزامناً مع زيارة آشتون للقطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، في إطار جولة شرق أوسطية شملت سورية ولبنان ومصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.   وتبنّت جماعة "أنصار السنة" السلفية الجهادية في فلسطين، إطلاق الصاروخ، في وقت وصف نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم إطلاق الصاروخ بأنه "تصعيد خطير"، وألقى بالمسؤولية على السلطة الفلسطينية و"حماس"، مهدداً بردّ "مناسب وقوي".

ودانت آشتون التي شاركت في وقت لاحق في اجتماع اللجنة الرباعية "كل أشكال العنف"، وشددت على أهمية "تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية" في غزة، ودعت الى إنهاء معاناة أهالي القطاع ورفع الحصار المستمر منذ نحو أربعة أعوام.

عقوبات

في سياق آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس انها فرضت عقوبات على مؤسستين في قطاع غزة، هما البنك الوطني الإسلامي ومحطة تلفزيون الأقصى لعلاقتهما بحركة "حماس".

الأسد

جدد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي جورجيو نابوليتانو الذي يزور دمشق، "رغبة سورية الجادة في تحقيق السلام العادل والشامل المستند الى قرارات الشرعية الدولية من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط التركي"، ولكنه أشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن اعتمادها كشريك"، ولفت إلى أن "الاحتلال والمستوطنات يشكلان عقبة حقيقية في وجه السلام ويدفعان المنطقة في اتجاه المزيد من التوتر والحروب"، محذراً من خطورة بقاء الأوضاع في المنطقة على ما هي عليه.

(القدس، واشنطن، موسكو،

غزة ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا،

د ب أ، يو بي آي)