أخاف على بنتي !
المشكلة في رأيي، خصوصا في ظل الاستقلال المادي للمرأة بسبب الوظيفة، أن شكل العلاقة القديم الذي تطغى صورة فيه الرجل بسبب كونه الممول الوحيد، والفهم لمسألة القوامة، قد انتفيا بشكل واسع اليوم.
أول العمود: قليلة هي الأشياء التي تجعلك تبتسم بصدق، وهذا ما يستدعي أن تكون باحثا جادا ودؤوبا عنها. *** تخطر على بالي أحيانا فكرة مقلقة سرعان ما أستعين بالتفاؤل والإيمان بقدر الله للتخلص منها، وأظن أن كل أم وأب يقلقهما هذا السؤال: في يوم ما سيتقدم أحد لخطبة ابنتي... فكيف سأتصرف إن لم يكن لنا سابق معرفة به؟ وهنا لا أفرق بين ابن أو بنت لأن التوفيق أو الفشل في الزواج يصيب الجنسين، لكن الموروث دائما يتجه صوب الأنثى كونها في (منزلة أقل) من الذكر في مجتمعاتنا، فالرجل يحمل عيوبه كما يقال! إدارة التوثيقات في وزارة العدل نشرت إحصائية مثيرة حول الزواج والطلاق، فنسبة الطلاق خلال الربع الأول من العام 2009، زادت بنسبة 37.7 في المئة، وتم تسجيل 3482 حالة زواج مقابل 1314 حالة طلاق، إضافة إلى 266 حالة خلع و273 حالة طلاق بحكم المحكمة، و251 حالة إثبات طلاق بشهادة الشهود. كل ذلك في 3 شهور! وأظن أن ذلك يكفي لكي يثير لدى أولياء الأمور الخوف على أبنائهم من الدخول في مشروع الزواج. عدّدت دارسة نشرتها «مجلة القضاء» الكويتية أسباب الطلاق في الكويت، وهي: العجز الجنسي لدى الرجال، والبرود الجنسي لدى النساء، وعدم عذرية الزوجة، والشذوذ الجنسي... إلى جانب الأسباب التقليدية وهي: الفوارق الاجتماعية والنواحي المادية، والأسباب النفسية والشخصية، والصحية كعقم أحد الزوجين، والترف الزائد، فضلاً عن مشكلات الخدم والخيانة الزوجية والاستهتار والتساهل في الطلاق. المشكلة في رأيي، خصوصا في ظل الاستقلال المادي للمرأة بسبب الوظيفة، أن شكل العلاقة القديم الذي تطغى صورة الرجل فيه بسبب كونه الممول الوحيد، والفهم لمسألة القوامة، قد انتفيا بشكل واسع اليوم، ولم يعد من موضوع رئيسي بين الشاب والشابة سوى فن التعامل وفهم طبيعة الآخر، والدور المطلوب من الطرفين في البيت وخارجه، وهنا الامتحان الصعب الذي لا يجيده كل من سببوا إضافة رقم جديد إلى طابور المطلقين. المكابرة وفرض الرأي والحساسية تجاه المال والنظرة التدرجية للمرأة هي أسباب لكل عامل ذكرته الدراسة في تبريرها لحالات الطلاق، وشباب اليوم يفسرون التنازل انكسارا ونصف رجولة، ويفضلون المرأة «راعية المعاش» بسبب ضعف المعرفة الشرعية، ولا يفرقون بين حياتهم قبل الزواج وبعده، فالديوانية تستمر بنفس المنوال بعد الاقتران، والتي أظن أنها تسبب الكثير من المشاكل الاجتماعية بين الشباب، ومن جانب لا تفرق البنت المتزوجة بين الشراكة والتملك، والغيرة المفرطة على أتفه الأسباب. الأرقام مخيفة، لكن الأسباب واضحة، وتبدأ بسوء الاختيار وتنتهي بالعناد والإصرار على الرأي، والنتيجة انتفاخ في الإحصاءات، كل ذلك بسب عدم استيعاب الأسر لدورها الجديد في التربية، وحيرتنا في التعامل مع متطلبات حياة جديدة تنتقل فيها المعلومات والبضائع والعادات والسلوكيات بسرعة فائقة، في ظل خطب تقليدية لرجال دين يصرون على أن تبتسم المرأة في وجه زوجها... في أي وقت وظرف! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء