بدأت قوى المعارضة المصرية، فور وصول المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى القاهرة مساء أمس الأول، ترتيباتِ المرحلة المقبلة، إذ كشفت مصادر مطلعة أنه يجرى حالياً بحث الاتفاق على مرشح واحد يمثل المعارضة، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها العام المقبل، وأن النية تتجه إلى اختيار البرادعي.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من قادة المعارضة سيعقدون خلال الأيام المقبلة اجتماعاً مع البرادعي، الذي اشترط تعديل الدستور المصري قبل قبوله الترشح للانتخابات الرئاسية.وقالت المعارِضة جميلة إسماعيل، زوجة مؤسس حزب «الغد» أيمن نور، لـ«الجريدة»: «إن عدداً من قوى المعارضة، وبينها حركتا «كفاية» و«6 أبريل»، إضافة إلى عدد من الأحزاب المصرية، اتفَّقت في ما بينها على ترشيح مرشح واحد فقط للرئاسة».من جهته، أعلن نور أنه سيلتقي البرادعي بعد غد الثلاثاء، للتنسيق معه ومعرفة آرائه في الحياة السياسية، لافتاً إلى أنه سبق أن عرض عليه الترشح لمنصب الرئيس عن حزب «الغد» إلا أن البرادعي اعتذر.في غضون ذلك، اكتنف الغموض موقف جماعة «الإخوان المسلمين» من البرادعي، إذ لم يستقبله أيٌ من قادتها، وحرصت الجماعة في وقت لاحق على نفي مشاركتها رسمياً في استقبال الرجل الذي قد يكون مرشحاً محتملاً لانتخابات الرئاسة، مؤكدة أن الصحافي وعضو الجماعة محمد عبدالقدوس الذي شارك في استقبال البرادعي في المطار لا يمثل إلا نفسه.وبدا لافتاً الانقسام الحاد الذي أحدثه الاستقبال الشعبي الحافل للبرادعي لدى عودته من فيينا عقب انتهاء فترة عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. فبينما تجاهلت وسائل الإعلام الحكومية مظاهر الاستقبال الحاشد، واكتفت بنشر خبر مقتضب عن عودة البرادعي، أفردت عدة صحف خاصة ومعارضة مساحات واسعة لتغطية الحدث. وكانت صحف حكومية شنَّت منذ أسابيع حملة هجوم عنيفة ضد البرادعي، بعد تزايد الصخب الإعلامي بشأن إمكان خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة.إلى ذلك، كرر البرادعي في حديث تلفزيوني أن «أول خطوة يجب اتخاذها لإصلاح الحياة السياسية في مصر هي تعديل مواد الدستور، بحيث تسمح لمن يرى في نفسه القدرة على الترشح للرئاسة من الشعب المصري بأن يترشح»، كما شدد على أن «منصب الرئاسة لا يعنيه بقدر ما تعنيه عملية التغيير لتعود مصر دولةً نشعر فيها بالحرية والعدالة الاجتماعية، ويكون لها دور فعال في منطقتها العربية وفي العالم العربي».وانتقد البرادعي الأوضاع الحالية في مصر، مشيراً إلى أن ٤٢ في المئة من المصريين يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً، فضلاً عن أن ٣٠ في المئة من المصريين أميون.وعلمت «الجريدة» أن إجراءات أمنية مشددة فُرِضتْ في محيط المنطقة المحيطة بمسكن البرادعي في محافظة «6 أكتوبر».
آخر الأخبار
المعارضة المصرية تبحث التوحُّد خلف البرادعي
21-02-2010