المُتابع لأنشطة الأسبوع الثقافي الكوري التي أُقيمت في الكويت بين 18و22 أكتوبر الجاري، يخرج باستخلاصات ونتائج عدة، أهمّها ضعف البنية التحتية للمؤسسات الثقافية المحلية، تحديداً المسارح.
تحدثت الصحافة كثيراً عن حاجة الكويت إلى مسرح حديث، ملائم للمواصفات العالمية من حيث مساحة العرض، ومجهز بأحدث التقنيات الحديثة، الأمر الذي لم يتحقق حتى اللحظة.لقد بدا مسرح الدسمة -ويُطلَق عليه درّة المسارح في الكويت- فقيراً وضيقاً للغاية في يوم الافتتاح ولدى تقديم الفرقة الموسيقية الكورية الشعبية عروضها، حيث لم يستطِع استيعاب حركة الراقصات الكوريات اللائي كنَّ يتنقلن من حركة إلى أخرى، كما الريشة، ورغم أن الفرقة استخدمت إمكاناتها التقنية والفنية العالية في تقسيم الأدوار، وحركة الصعود إلى الخشبة، والتلاعب البارع بالإضاءة، والتحكم السلس في أدوار الفرقة الإيقاعية (الطبل)، فإن الحقيقة المرة هي ضعف الإمكانات في مسرح الدسمة، بالتأكيد لن يقول الكوريون حين يعودون إلى بلادهم (واو) لقد قدمنا عروضنا في مسرح مذهل!لست متيقّناً بالنسبة إلى الجهة المسؤولة عن إنشاء مسرح حديث في الكويت ووضع اللبنة الأساسية له، هل هي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أم وزارة الإعلام، أم وزارة الشؤون؟ وهي تفصيلات داخلية تتعلق بآلية العمل لا تهمّ المتابعين، إنما المهم إنشاء مسرح حديث في الكويت أياً تكُن الجهة المسؤولة.مسألة أخرى تتعلق بفعاليات الأسبوع الثقافي الكوري، وهي غياب الجانب الأدبي الفكري بالنسبة إلى الثقافة الكورية، لقد اقتصر الأمر على الأنشطة الموسيقية، ومعرض للخط، بالإضافة إلى مهرجان الأطعمة الكورية، كان في الإمكان تخصيص نشاط واحد للحديث عن الأدب الكوري سواء الحديث منه أو الكلاسيكي، خصوصاً أننا نعيش في عصر مُعولَم الانفتاح الثقافي سمة بارزة فيه.كان للأردن تجربة ناجحة في استضافة الأدب الكوري من خلال الأسبوع الثقافي الذي أُقيم قبل عدة أشهر، وشملت فعالياته مؤتمراً أدبياً شارك فيه كتّاب كوريون من أمثال الشاعر «جونغ هي سونغ» والكاتبة «ها سونغ ران».أتيقّن تماماً أن إدراك مواصفات الأدب الكوري وأهم سماته بالنسبة إلى المتابع العربي ليس عملاً سهلاً، لجهلنا باللغة الكورية وعدم اعتيادنا حتى نطق أسماء الأدباء الكوريين، تبقى هذه مهمة المؤسسات الثقافية الكبرى مثل المجلس الوطني للثقافة الذي يستطيع الاتصال بشخصيات ثقافية كورية، وتكليفها بترجمة أبرز النتاج الأدبي الكوري، أو يستطيع في أضعف الإيمان تكليف باحث جامعي لتقديم محاضرة حول الأدب الكوري ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي، حتى لا تصبح الثقافة وكأنها تشكيل وموسيقى فقط.لم يكُن الأسبوع الثقافي الكوري هو الأوحد بين أنشطة المجلس الوطني للثقافة في هذه السنة، إنما تم الإعلان عن أسبوع ثقافي هندي وآخر صيني، وبينما يُحمَد للمجلس الوطني خروجه من دوامة الأسابيع الثقافية العربية وانفتاحه على الثقافة الآسيوية، فإننا نرجو أن يكون للأدب نصيب من فعاليات الأسبوعين المُقبلين.
توابل
الاسبوع الثقافي الكوري
25-10-2009