جسد ممتلئ وشخوص متمدّنة في أعمال شاهين باكسوي
قاعة بوشهري تحتضن تجربته التشكيلية
عشق الفنان باكسوي المرأة وجمال جسدها بقوامها الشرقي الممتلئ، فصورها بوجه دائري وأطراف ضخمة، تُغيب من ورائها خلفيات اللوحة ليصبح جسدها العنصر الأساسي فيها.
بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين، افتُتح امس الأول معرض الفنان التشكيلي التركي شاهين باكسوي في قاعة بوشهري للفنون، وقد تميزت لوحاته بألوان الزيت، اضافة إلى التركيز على المرأة كعنصر اساسي في اعماله.اختار باكسوي حياة المرأة العصرية في تركيا كرمز أساسي في معرضه، إذ ركّز في معظم أعماله على حياة المرأة اليومية في بلاده، بحداثة مبهرة وألوان أساسية مبهجة أضفت على قاعة العرض حالة فنية نادرة تستحق الإشادة، خصوصاً ان الفنان باكسوي كان قد اشتهر بتأثره بالتراث الثقافي التركي العريق، كما بدا واضحاً في المنمنمات العثمانية، والأيقونات البيزنطية وسجاد الفترة السلجوقية، لكن هذا التأثر لم يمنعه من هذه التجربة المتمثلة في الفن الحديث، مع المحافظة على الطابع التراثي الذي جبل عليه وامتازت به معظم اعماله الفنية.ضم المعرض 37 لوحة بألوان الزيت والماء، وقد جاءت غالبيتها بألوان اساسية جاذبة، كالأحمر والأصفر والأخضر وغيرها من الألوان المبهجة، هذا وقد نفذت معظم اللوحات على مادة الورق وبعضاً منها على مادة canvas.رفاهية مطلقة عشق باكسوي المرأة وجمال جسدها بقوامها الشرقي الممتلئ إلى حد الضخامة، ففي معظم لوحاته نجد المرأة قد صورت بوجه دائري وأطراف ضخمة، غيبت بدورها خلفيات اللوحة، ليصبح جسدها العنصر الأساسي فيها، اضافة الى تركيزه على رسمها في ابهى حلة وبألوان متعددة، ففي معظم اعماله هناك سيدات يصففن شعرهن لدى الكوافير وأخريات يقلمن أظفارهن أو يخضعن لجلسات تدليك، فشخوص الفنان باكسوي جاءت متمدّنة ومتحضرة وتنعم برفاهية مطلقة على ما يبدو.هذا ولم يهمش الفنان باكسوي دور الرجل في حياة المرأة، لنجده حاضراً في بعض الأعمال كمصفف وصديق ونادل، في اشارة منه إلى أن الرجل في خدمة المرأة على عكس ما يبدو عليه الرجل الشرقي في مجتمعاتنا، بدا ذلك واضحاً في لوحة "عند الحلاق" و"دعوة" و"مانكير وبادكير".التراث الإسلاميمن اللافت في الفنان شاهين باكسوي حرصه على تصوير المرأة في بلاده مدللة ومرفهة إلى حد الترف، ففي تصريح خاص لـ "الجريدة" اكد باكسوي احترامه الشديد للمرأة في بلاده، فهي بحسب ما جاء عنصر مهم وفاعل في المجتمع، مشيراً إلى أنها تملك المقومات لتصبح ملهمة الفنانين والهواة على حد سواء، هذا وقد أشار في سياق حديثه إلى عشقه للتراث الإسلامي بشكل عام، مؤكداً أنه يستوحي إبداعه من تراثه الثقافي التركي العريق.الجدير بالذكر أن باكسوي قد تخرج في أكاديمية اسطنبول للفنون الجميلة عام 1980، وأقام العديد من المعارض الفردية، كما شارك في الكثير من المعارض الجماعية في تركيا وخارجها، وهو مقيم ويعمل في اسطنبول.