ألا قاتَل اللهُ السفائنَ أبْحَرَتْ

Ad

بدون وداعٍ... والأحبةُ غادروا

لقد خلَتِ الأنحاءُ منهم وأقفَرَتْ

فأيّ ضياء ترتضيه المحاجرُ؟!

على مشهدِ التوديعِ- حزناً- تدافَعَتْ

نجومٌ... كما تهوي الدموعُ المواطرُ

أدَرْتُ بصدرِ الدارِ طرْفيَ فانثنى

كأنّ خريفاً أوْقَفَته المناظرُ

ديارٌ بها جُرْدُ الغصونِ قد انطوَتْ

على الصدرِ، حتى طاوعتها المشاعرُ

ونَصْبٌ لأشْراكٍ، وشحْذٌ لمديَةٍ

دسائسُ ليلٍ ما لهنّ أواخرُ

ولم أرَ يومَ النحْرِ صوتاً مدافعاً

وأعجبَ منه... أن يُكرَّمَ ناحرُ!

عجبتُ لداري أن يُضام فقيرُها

وتُمحى- لئن يُخطي الكبيرُ- الكبائرُ

وتَدْفَعُ بالكفّين عنّا حياضَها

وفيها من الثقْلينِ... راوٍ وصادرُ

مشينا... ولم نعلمْ بأيةِ حيلةٍ

تُحَلُّ أمورٌ، أو تُدارُ مصائرُ؟!

***

سلامٌ إلى الأحباب ما هلَّ وابلٌ

وما افْتُضَّ في أفْقِ المشارقِ ساترُ

وما فاحَ «نوّارٌ «ببرقةِ ثَهْمَدٍ

وما له في تلك المهامهِ باذرُ

يُحمِّلُ أسراراً- خُتِمْنَ- ركائباً

من الريحِ... تجلوها بفجرٍ بيادرُ

سقى اللهُ أياماً شقَقْنا خمارها

لنَشهدَ عُرْيَ الشمسِ والحيّ زاجرُ

وأيامَ أتعَبْتُ الركائبَ سارياً

ولم تثنني عن وصْلِ «مي» المخاطرُ

كأنّ افتضاحَ الشوقِ بيني وبينها

تنازَعَه بالكفِّ طاوٍ وناشرُ

نَظَمْتُ بسِلْكِ الودِّ عِقْداً لجيدِها

ولم أدرِ أنّ البينَ للعِقْدِ ناثرُ

***

حنانيْكِ يا أمّ البحارِ... ترفَّقي

فلي فيكِ آمالٌ... وموجُكِ غادرُ

وأهْلٌ وأحبابٌ وشوقٌ مغالِبٌ

وخوفٌ فضوحٌ حينَ تُبلى السرائرُ