عندما تستأسد إيران على العرب، شركائها في الدين والتاريخ وجيرانها الأقرب في الجغرافيا، فإنه لا يمكن وصفها إلا بذلك الرجل الرعديد الذي لا يجد ما يثبت فيه رجولته بعد أن يشبعه الرجال إهانات وصفعات على قفاه في الخارج إلا بالعودة إلى منزله ليُبالغ في ضرب أطفاله وزوجته وليتفنَّن في ضربهم وتعذيبهم وتنكيد عيشهم بطريقة استعراضية ومفتعلة.

Ad

هناك الآن في هذا الخليج، الذي تصرُّ إيران على أنه فارسي، عشرات القطع البحرية الأميركية وغير الأميركية التي تتقصد إرسال فوهات مدافعها حتى حدود الاقتراب من أنف محمود أحمدي نجاد، وكل هذا بينما يعرف "الأشقاء" الإيرانيون أن العد العكسي لتوجيه ضربة عسكرية إلى بلادهم قد بدأ، وهم يعرفون أن العرب كلهم وبدون استثناء دولة واحدة ضد مثل هذه الضربة، حرصاً على شعب بينهم وبينه هذا الإسلام العظيم وهذا التاريخ الحافل المشترك.

والمستغرب أن حكومة محمود أحمدي نجاد لا تجد ما تستعرض عليه عنترياتها إلا هؤلاء "الأشقاء"، وهي عندما تلجأ إلى مسرحية "الخليج الفارسي"، وتعلن إقفال أجوائها في وجه كل طائرة تستخدم مُسمَّى الخليج العربي، فإنها تتخذ هذه الوضعية الاستعراضية "الاسترْجالية" لتغطي على رعبٍ داخلي يصل إلى حدود الانهيار.

وهذا يستدعي مصارحة إيران "الشقيقة" والقول لها إنه عليها، سواء هي بالفعل وفيَّة لأمجاد فارس الغابرة، أو مصرة على مسمَّى الخليج الفارسي، ليس من أجل النكاية بالعرب، أن تستعرض بطولاتها على هذه الأساطيل التي تمدُّ خراطيم مدافعها حتى حدود الاقتراب من أنف محمود أحمدي نجاد، بدلاً من أن تتفنَّن كل هذا التفنُّن في معاقبة مضيف يوناني، لأنه استخدم مسمَّى "الخليج العربي"، وبدلا من أن تعلن إغلاق أجوائها في وجوه الطائرات العربية التي تستخدم هذا المسمّى.

إن هذا الخليج الآن، إذا كان المقصود الممر المائي في العمق لا الدول المشاطئة سواء من جهة الغرب أو الشرق، هو خليج أميركي، فالهيمنة العسكرية الحقيقية هي هيمنة أميركية، وهذا يستوجب إذا كانت طهران مخلصة لمسمى الخليج الفارسي ومصرة عليه ألا تستعرض عضلاتها على جيرانها وأشقائها العرب، بل على هذه الأساطيل التي حولت حتى مضيق "هرمز" إلى مضيق للاستكبار العالمي، إذ لم يبق إلا أن يُعطى اسماً جديداً هو مضيق "بترايوس"!!