دعت فعاليات سياسية الفضالة إلى الفخر بما فعل، مشددة على التضامن معه لا سيما أنه يحمل قضية الدفاع عن حرية الرأي والتعبير.

Ad

احتشد عدد من الفعاليات السياسية في الكويت دعما لأمين عام التحالف الوطني خالد الفضالة، بعد الحكم بسجنه، حيث أكدوا وجوب تعاونهم وتكاتفهم في مساندة قضية الفضالة، الذي يدافع عن الحريات وحماية للمعتقدات والمكتسبات الشعبية.

وأوضح المحتشدون الذين جاؤوا لمناصرة الفضالة في مبنى التحالف الوطني في منطقة النزهة امس، بعد مسيرة طويلة من منطقة الاندلس حيث ديوانية البراك، أن "هذه القضية ليست قضية خالد فحسب بل قضية الشارع الكويتي اجمع".

وفي هذا الصدد، قال نائب امين عام التحالف الوطني صلاح المضف: "لا يمكن بناء مشروع وطن الا بالوحدة الوطنية، وما تعرض له الفضالة ما هو الا تجسيد لتضامن الشعب الكويتي مع الحريات"، داعيا إلى "وجوب الحفاظ على الحريات والمكتسبات الدستورية لصالح الوطن".

وبدوره، قال النائب خالد الطاحوس "إن ما حدث للفضالة هو ملاحقة للتحالف الوطني ومحاولة لتقييده بعد ان ارتفع سقف مطالباته، ولكن التحالف اشرس مما يتوقعون"، مؤكدا أن "الدفاع عن الحريات هو دفاع عن الدستور والمبادئ التي اقرها وكفلها للشعب".

واستنكر الطاحوس هذا التوجه، قائلا "خالد ليس مكانه السجن بين تجار المخدرات والقتلة وغيرهم، فما سيكون شعور اهل الكويت إذا زج بالسجن خصوصا انه يحمل قضيتهم وهمومهم ويدافع عن حرياتهم؟!".

شرف عظيم

وقابل امتعاض الطاحوس من دخول الفضالة السجن سعادة د. وليد الطبطبائي، حيث قال "ليس عيبا ان يدخل الفضالة السجن، بل شرف عظيم لانه دخله من اجل الوطن، ودفاعا عن حريات الشعب، وستكون كلماته مخلدة عبر التاريخ لانها كانت نبراسا في الدفاع عن حريات المواطنين"، مضيفا: "صحيح ان دخول الفضالة السجن لهذا الامر شرف، ولكنه عكر علينا اليوم (امس الاول) فرحتنا لصدور هذا الحكم عليه، لانه اثار فينا تساؤلا، هل دخلنا مرحلة قمع الآراء؟!".

احترام القضاء

من جهتها، اكدت النائبة اسيل العوضي "ضرورة احترام القضاء وعدم التشكيك به"، مضيفة: "نتمنى تعديل حكم الفضالة الذي اصابنا بالذهول والقضاء مجددا له بالبراءة لأنه عبر عن رأيه، والدستور يضمن له ذلك".

ودعت العوضي أعضاء مجلس الأمة الى "ضرورة الاسراع في تشريع مجموعة من القوانين حتى لا يكون هناك سجناء رأي آخرون"، مفيدة بأن "هذه التشريعات تخص قوانين امن الدولة"، مؤكدة أنها "ليست صديقة للحكومة كما يقول البعض بل هي صديقة للمبدأ".

ونادت العوضي الفضالة قائلة "يا خالد ارفع رأسك فوق، فأنت تنادي بقضية الوطن، ومن وراءك مجموعات كثيرة من التكتلات والناس الذين يدعمون هذه القضية لانها قضيتهم بالدرجة الاولى".

اما النائب علي الدقباسي فأعرب عن حزنه بالقول: "إبداء الرأي قبل شجاعة الشجعان، وكلمة الرأي دائما لها ثمن، ونحن سنقف معك يالفضالة ولن نتهاون في المطالبة بحقوقك وحقوق المواطنين في حرية التعبير عن آرائهم".

جلسة سرية

ودعا النائب صالح الملا الى ضرورة عقد جلسة ولو سرية في مجلس الأمة وخاصة لمناقشة قضية القضاء، فالقضاء صرح شامخ والقضاة لا يقبلون بما يحدث، فهم نزهاء واصحاب قرار".

وعلى صعيد متصل، قال النائب جمعان الحربش "مؤسف في هذه السنة الكبيسة وفي الكويت ان يكون لدينا سجناء رأي كالفضالة، فالكويت التي تستنشق الحرية طوال عمرها، يسجن اليوم ابناؤها الذين يقومون بحقهم في التعبير عن رأيهم بكل حرية"، مضيفا: "لو طأطأنا رؤوسنا عن هذه القضية، فسيلعننا ابناؤنا طوال حياتهم".

واستغرب النائب حسن جوهر وصول الأوضاع الى هذه الدرجة، مشددا على ضرورة تفعيل الادوات الدستورية لإصلاح الوضع الذي تاه بين اولويات مجلس الامة في الفصول التشريعية السابقة، وقال "يا خالد انت مستهدف من يوم تعبيرك عن رأيك وعن شريحة الشباب في ساحة الارادة، عندما عرفت عن نفسك وعنوانك، ونحن لن نقف مكتوفي الايدي إزاء هذه القضية".

وأضاف: "نحن نعيش حاليا بدعة جديدة في الكويت وهي الملاحقة السياسية، فنحن في الكويت التي عاشت الديمقراطية منذ نصف قرن تقريبا، يحدث بها اليوم ما يحدث لخالد؟ إنه لامر غريب!".

أعداء الحرية

وفي السياق ذاته، قال الناطق الرسمي باسم التكتل الشعبي النائب مسلم البراك "شعرنا بألم لوصول الأمور في الكويت إلى هذه المرحلة"، مضيفا "إن اخطر عملية الانهزام هو ان ينهزم الإنسان أمام نفسه، وهذه حالة الإنكسار التي يريدون أن يوصلونا إليها، وبعض اعداء الحرية والديمقراطية واعداء الدستور للأسف الشديد هم بعض النواب".

ولفت إلى أن "الفضالة يحصد حاليا ما زرعه"، وخاطبه بالقول: "أنا لا انسى فزعتك الحقيقية لشريحة مهمة من الشعب وهي الشباب، ونحن لم نتفضل عليك بل نتشرف بمساندتك والوقوف الى جانبك للمطالبة بحريتك وحرية الشعب والشباب، انت لديك حريتك وهم سيكونون خلف القضبان، والتكتل الشعبي وجميع ابناء الشعب الشرفاء سينضمون الى جانبك ولن يتركوك لحظة واحدة، فنحن سنكون معك الى ابعد مدى، وانا شخصيا كناطق رسمي باسم التكتل الشعبي ومن يناصرني سنوجد امام مبنى التحالف الوطني وفي اي موقع وموقف تعتقد أن وجودنا ضروري فيه لدعم ومساندة هذه القضية".

وقال الكاتب الصحافي محمد عبد القادر الجاسم "ان الحكومة في السابق اعتقدت ان البدو بدو والحضر حضر والشيعه شيعة ولا احد يعلم عن الاخر، الا انهم لم يدرسوا جيدا جيل الشباب ومصدر القوة الذي يقوده الفضالة وما ستكون ردة فعلهم، حيث اثبت جيل الشباب انه لا يقبل بالمداهنات السياسية، ولا يقبل بالخضوع والانبطاح، ولكن يقبل بالاعتدال وتطبيق القانون والدستور".

وأوصى الجاسم الفضالة بعدة توصيات قائلا له "ادخل بكل ثقة، ومرفوع الرأس، فهذه ليست قضية خالد او مسلم بل قضية تدمير مجتمع وحرية، لانهم يفتقدون الكفاءة والحرية"، مردفا بالقول "لا تحزن فستجد من داخل السجن من يؤيدك وستجد انصارك، لانك تحمل قضيتهم المهمة وهي قضية الرأي والحرية".

رسالة الفضالة

وأنهى الفضالة التجمع الموجود داخل مبنى التحالف الوطني لمساندة قضيته بالشكر لكل من سانده ووقف الى جانبه في هذه القضية لانها قضية الشعب اجمع وليست قضيته الشخصية.

وقال "من يعتقد ان هذا اليوم يوم حزن فهو مخطئ، وإلى محاولي تكميم الافواه أقول "أنا كما وعدتكم سأعلمكم درسا في الوحدة الوطنية من خلال هذه القضية وهذا التجمع الذي يشمل جميع الاطياف المجتمعية في البلاد من سنة وشيعة وحضر وبدو، اقول انا نجحت، وكيف نجحت حينما ارى هذا التكاتف والتجمع لمختلف الاطراف في مكان واحد وينادون لقضية واحدة وهي الوحدة الوطنية والحرية في التعبير، فهذا يعتبر نجاحا باهرا وكبيرا جدا، واشعر به بكل فخر واعتزاز".

وأضاف الفضالة: "إلى كل من يعتقد اني سأسحب كلامي، لو اتيحت لي الفرصة الف مرة فسأعيد فيها ما قلته سابقا، وموقفي واحد ولن يتغير ابدا... موخالد اللي يتراجع عن كلامه، والى امن الدولة والى المباحث والى وزارة الداخلية كاملة، عنواني تعرفونه وموجود، واذا اردتم القبض علي فأنا موجود، ولن اغير موقفي وكلامي ابدا، لان خالد مستعد بأن يضحي بحريته من اجل وطنه، ولن يتنازل عن مبادئه والدفاع عن وطنه مهما كانت الظروف، فلا يوجد انسان في هذه الدنيا يقبل بتقييد حريته، ولكن من اجل الوطن وابنائه كل شيء يهون".

وذكر: "نحن نعمل من اجل تحقيق الحرية ومبادئ السعادة وتطبيق القانون والدستور حتى نضمن للاجيال القادمة مستقبلا مشرقا، كما ضمن لنا آباؤنا واجدادنا هذه الحرية".

واشار الفضالة الى مفاوضته مع الحكومة قائلا "تبون تتفاوضون انا حاضر ولكن بشروط"، مبينا أن شروطه "الالتزام بالدستور وتطبيق بنوده ونصوصه، والدفاع عن الحريات والمال العام وهذه هي منطلقاتنا التي نسعى الى الدفاع عنها وتقديم ارواحنا دونها".

وأنهى الفضالة رسالته قائلا "هؤلاء الذين يحاولون قمعنا وتقبيل ايديهم والخضوع لهم، اقول لهم انتم لم تعرفوا خالد الفضالة ولم تعرفوا من هم اجداده الذين دافعوا عن الكويت وقدموا ارواحهم للذود عنها في معركة الجهراء، ولا والده الدكتور سند الفضالة الذي قدم الكثير للبلاد والحفاظ على حرية التعبير والدفاع عنها، وأقدم هذه الرسالة قبل اعتقالي الى اهلي واصحابي ووطني، واقول لهم هذه مواقفي معكم، واذا تريد وزارة الداخلية اعتقالي فأنا اقسم بالله العظيم اعيش في حالة من السعادة لا يشعر بها اسعد انسان في الدنيا، لأني اديت ما يملي علي ضميري، لان هذا السجن جاء لاني ادافع عن حرياتكم وضمان حياة كريمة حرة لكم، بعيدة عن القيود والاغلال، فأقسى وأمر سجن يعيشه الشخص، هو السجن بلا جدران، واتمنى ان تكون الوقفة للكويت وليست لخالد الفضالة".

تنظيم مروري

بدأت مسيرة مناصري الفضالة من ديوان البراك الى مقر التحالف الوطني في النزهة، بكل ترتيب وتنظيم، حيث كانت بتنظيم وكيل مساعد وزارة الداخلية لشؤون المرور اللواء محمود الدوسري، الذي تقدم امس الى ديوانية مسلم وطلب منه ومن الحضور ان يلتزموا بتطبيق القانون، وبالفعل كانت كذلك، حيث كان المسير فقط بالحارتين اليمنى والوسطى.

سعادة الحضور

تلقى الفضالة كلمات الاعتزاز والافتخار من جميع الحضور، حيث ابدوا سعادتهم بموقفه البطولي، واعلنوا وقوفهم إلى جابنه مهما كان الثمن.