انتهت جلسة افتتاح البرلمان، وعاد الكل إلى مواقعهم الطبيعية، وجنحت البلاد للتهدئة بعد أن امتص النطق السامي حالة الاحتقان السائدة بين العلاقتين، وتعهدت الحكومة بأن تقدم برنامج عملها بتأكيد رئيسها في الخطاب الأميري.

Ad

بعد انكسار الإسلاميين كان لزاماً أن يحاولوا استعراض عضلاتهم، وكذلك الحال مع مجموعة التأزيم، فشهدنا الفوضى من النواب قبل أداء القسم، كل ركب ذات المركب المعبر عن رفضه للواقع الجديد، قبيلة لم تعد ممثلة بالحكومة قاطع نوابها القسم، آخرون لديهم موقف من المرأة، ومعهم من أراد ألا يُحسب على الحكومة، فالمركب ذاته يوصل إلى الجهة نفسها.

الشيخ ناصر المحمد عاد رئيساً لمجلس الوزراء، والشيخ أحمد الفهد نودي به نائباً لرئيس الحكومة، وجاسم الخرافي تمت تزكيته رئيساً لمجلس الأمة للمرة الخامسة، دون أن نستمع سوى إلى صوت النائب عادل الصرعاوي، لكن الزيف السياسي يقتضي تحويل حجاب موضي ورولا وأسيل، إلى قضية رئيسية ومفصلية في الكويت، بالإضافة طبعاً إلى مراقبة وضع السُنة في إيران، ولكم حرية التفسير، مع رفضي المطلق لفرض الحجاب على امرأة بقانون، كونه يعني فرض قوامة سياسية وتقييد على الحرية.

مطلع هذا الأسبوع، أقسمت أول أربع نائبات في تاريخ البلاد يمينهن الدستورية تحت «قبة عبد الله السالم»، منهيات فصلا قاتما من اضطهاد المرأة السياسي، ودعا سمو أمير البلاد الجميع للأمل وبث روح التفاؤل لمواجهة حالة الإحباط التي يعيشها المواطن، وأكد رئيس مجلس الوزراء أن حكومته ستقدم خطة تنموية، لكن هذه المعطيات الجديدة هيَّجت البعض، فآثروا أن يثيروا الغبار لتعكير صفو الأجواء، حتى لا نرى المشهد السياسي بجماله وروعته كما يجب.

إن أصحاب نظرية المؤامرة ومتبني مبدأ «تأجيج موقف»، عليهم مواجهة الاستحقاقات الجديدة، فالإنجاز بين أيديهم، ومستقبل البلد رهن إدراكهم لحجم مسؤولياتهم، وعليهم ألا «يتذاكوا» علينا، فمن واجبنا تذكيرهم بأن الشارع أصبح أكثر وعياً، بعد أن رأينا كيف تحول الإسلاميون من أكبر المنتصرين قبل عام، إلى أكبر الخاسرين بعد 12 شهراً، وكيف وصل 17 نائباً إلى المجلس للمرة الأولى في حياتهم، ولهذا فلن يتوانى الشارع عن إخراج بعض اللاعبين عن الملعب السياسي متى ما أراد، لذلك عليهم الابتعاد عن خوض حرب خاسرة مع طواحين الهواء التي يريدون إقناعنا بأنها فرسان تستوجب المواجهة.

الكويت مطلع هذا الأسبوع كانت متألقة كعادتها، وأكدت لمراقبيها قدرتها على فرض نفسها كسبّاقة بتسجيل اسمها في التاريخ، بديمقراطيتها ووعي شعبها، فاستمتعوا بذلك، لأنه حتماً لم يكن محل تقدير من البعض.