إعلام بلا قيود
كثر الحديث أخيراً عن الحريات والضوابط الإعلامية، وازدادت معه المخاوف والهواجس، وعادت بي الذاكرة إلى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب الذي عقد قبل عامين لاقتراح قيود على الفضائيات العربية، ولم يكن ذا أهمية، حيث تغيب البعض واعترض البعض الآخر، رافضاً مبدأ الوصاية الأخلاقية وتقييد الحريات في الوطن العربي، والأسباب كثيرة، فالعديد من الدول العربية كالكويت ولبنان والبحرين والعراق والإمارات ومصر تعج بالكفاءات الإعلامية، وتمارس إعلاماً حراً بلا قيود، يشمل القنوات المحلية والفضائية معا، مستندة إلى مواثيق صاغتها عبر سنوات، ومرتكزة على عوامل الثقة من دون الحاجة إلى وصاية. أما الوثيقة الجديدة التي أوصت بها الجامعة آنذاك كنتيجة للاجتماع، فلم تكن إلا أفكاراً «متناثرة» حول مبادئ لتنظيم البث والاستقبال الفضائي ممثلة باثني عشر بنداً يكتشف القارئ للوهلة الأولى من الاطلاع عليها أنها عبارة عن أحكام عامة، كشفافية المعلومات والالتزام بحرية التعبير، وضمان حق المواطن في متابعة الأحداث، وقد اقترحت بعدها في مقالات سابقة، نشرت في هذه الزاوية، أفكارا حول صياغة استراتيجية إعلامية، لتتبناها وزارة الإعلام، باعتبارها المظلة الرسمية الحاضنة للكفاءات الإعلامية الكويتية، وأن تستعين بالكفاءات الإدارية، للبحث في أساليب تطوير الإعلام الكويتي، وأن تنشئ مراكز إلكترونية للتوثيق الإعلامي، وتشجع البرامج الحوارية والتفاعلية التي تميز بها تلفزيون الكويت، وصاغ من خلالها سقفاً عالياً من الحريات نفخر به.
خلاصة الموضوع أن المتابع لقضايا الإعلام سيدرك بلا شك الأهمية القصوى للرسالة الإعلامية في المرحلة الحالية، من حيث قيادة الفكر والتأثير في الأجيال الشابة، لذا علينا في المرحلة الحالية الاهتمام بالحوار «الدبلوماسي الثقافي» الهادف لكسب الحلفاء والأصدقاء على الصعيد الخارجي، وعلى الصعيد المحلي التميز بإعلام حر بلا قيود، أما ما نراه اليوم فما هو إلا استراتيجيات لحظية قصيرة الأمد emergent strategy حول المرئي والمسموع للتعامل مع «مطبات إعلامية»، أو «زوابع برلمانية هشة».وفي النهاية، فإن الوعد الذي أطلقه أعضاء البرلمان حول صيانة الحريات يجب أن يواكب المطالبة بإعلام حر خالٍ من القيود، والحكومة أمامها فرصة ذهبية لرسم استراتيجية إعلامية طويلة الأمد بعيدة عن معاقبة الأغلبية بسبب إساءة الأقلية للاستخدام الإعلامي. كلمة أخيرة: باقة ورد أهديها لطلبة الصف الأول الثانوي في مدرسة البيان ثنائية اللغة لمساهمتهم في جمع تبرعات لمتضرري الكوارث التي أصابت «هايتي»، والطلبة هم: خليفة الغانم، وعبدالعزيز المطوع، وفراس بوشعر، وبدرية الصباح، وريم المتروك، وشيخة العجيل، وغنيمة المرزوق. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة