تكوينات لونية غامضة في أعمال علي طالب
يتميز في فن «التصميم الفوتوغرافي»
التكوينات اللونية الغامضة وملامس الأسطح المختلفة، أبرز ما ميّز أعمال التشكيلي العراقي علي طالب في معرضه الأخير بالكويت.
افتتح الفنان التشكيلي العراقي علي طالب معرضه في دار الفنون، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والمهتمين ومجموعة من الضيوف، وضم المعرض 24 لوحة بألوان "الإكريليك" والزيت والـ"مكس ميديا"، جاءت جميعها برموز وتكوينات لونية غامضة.وتمتاز اعمال طالب بتعددية العناصر من رموز وتكوينات لونية، في غموض ساحر وأخّاذ إلى ما وراء العاطفة، في تجريدية مبهرة تحث المتلقي على البحث عمّا وراء تلك الدلالات الرمزية، بألوان صارخة وتقنيات متعددة، جاءت جميعها بأسلوب تعبيري مبهم مليء بالإثارة، مستخدماً مساحات شاسعة لخلفيات لوحاته في محاولة لإبراز عناصرها ورموزها في رؤية فنية خاصة تفرد بها الفنان، إضافة إلى حرصه على تغييب بعض العناصر وابراز البعض الآخر منها بحرفية عالية، اكدت ثراء مسيرته الفنية على مر تلك السنين، وتميزه في فن "التصميم الفوتوغرافي" والتصوير الذي يعتمد في الأغلب على تقنيات مختلفة اعطت اعماله اسلوباً مميزاً اثرى بدوره الفن العراقي لما بعد حرب الخليج. وقد اعتمد علي طالب في معرضه على الملامس المختلفة للأسطح، مستخدماً بذلك كتلا لونية بارزة أكسبت الأعمال طابعاً معاصراً وأسلوباً تجريدياً أخاذاً، كما اعتمد على المناظر الطبيعية والطيور، وتجسيد المرأة كعنصر اساسي في بعض اللوحات، مستخدماً بذلك مجموعة من الألوان كالأحمر الغامق والأسود والأصفر والألوان الترابية، وغيرها في تكوينات لونية مبهمة مليئة بالغموض والتساؤلات. لمحة فنيةولد الفنان علي طالب في مدينة البصرة عام 1942، ودرس الرسم في القاهرة "فن التصميم الطباعي" والأردن، وبدأ مسيرته الفنية منذ ان كان طالباً في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وأقام معرضاً في عام 1965، مع مجموعة من زملائه "جماعة المجددين"، وهو ما يعتبر من المؤشرات الرئيسية على دفع حركة التحديث والتجديد في الفن العراقي إلى مزيد من الحرية في تناول الموضوع واستخدام المواد، وبعد ان انهى دراسته في بغداد عام 1966، عاد إلى مسقط رأسه في البصرة ليواصل تجاربه في اثراء الحركة الفنية، ثم استقر في بغداد مع مطلع السبعينيات، وأقام عددا من المعارض الشخصية، منها معرض "الأقنعة"، إضافة إلى اقامته عدة معارض في عواصم عربية وعالمية، ونال عنها جوائز عديدة، منها الجائزة الأولى لمهرجان بغداد العالمي للفن التشكيلي عام 1986، والجائزة الأولى لبنيالي الشارقة عام 1995، يقيم ويعمل حالياً في هولندا.