لماذا اخترت هذا النوع الرومنسي من الكتابة في {ولد وبنت}، على رغم أن البعض يرى أنه لم يعد مقبولاً جماهيرياً؟

Ad

هذا ادعاء، فالجمهور متعطّش للرومنسية التي افتقدناها أخيراً، والتنوّع في السينما مطلوب وهذا ما حاولت فعله من خلال "ولد وبنت". مناقشة مشاعر الفتيات وتحفّظاتهن وقلقهن من الزواج نتيجة الخوف من السيطرة وغيرها من الإشكاليات مطلوبة، إذ كانت الأفلام السابقة تناقش الأسباب الخاصة بالمجتمع والظروف الاقتصادية، أما هذا الفيلم فيهتم بوجهة نظر الفتيات  ويؤكد أن الهروب من السيطرة والتحكّم أحياناً يكون أحد أسباب تأخّرهن في  الزواج.

انتهيت من كتابة الفيلم منذ سنوات، فلماذا تأخّر حتى خرج الى النور؟

السبب الرئيس، صعوبة العثور على بطل للفيلم، فعلى رغم موافقة جميع النجمات اللواتي عُرض عليهنّ الفيلم، إلا أن الأبطال الرجال رفضوه جميعاً وفسروا ذلك بأن البطل يظهر ضعيفاً وراضخاً لحبيبته، ما سيؤثر على صورتهم ورجولتهم أمام جمهورهم.

أليس هذا غريباً برأيك؟

بالطبع، خصوصاً أن كثراً من نجومنا القدامى كانت تتحقق نجوميتهم من خلال هذا الضعف أمام الحبيبة في أفلامهم مثل عبد الحليم حافظ وعمر الشريف، بالإضافة الى أن الجمهور يعي بأن ما يراه تمثيلاً وليس حقيقة.

لماذا لم تقدّمي وجهاً جديداً؟ هل رفضت النجمات ذلك؟

لم نقترح ذلك من البداية، لكن قررنا في ما بعد اختيار الأبطال جميعهم من الوجوه الجديدة.

ألم تقلقي أن يكون أول أفلامك من إخراج مخرج جديد وتمثيل وجوه جديدة؟

منذ التحضير للفيلم كان واضحاً أن كريم العدل مخرج متمكّن، وقد تفهّم سريعاً وجهة نظري، إضافةً الى أنني شاهدت مشروع تخرجه وكان رائعاً، فشعرت بالاطمئنان. كذلك، قدّم أحمد داود ومريم حسن دوريهما وكأنهما محترفان.

هل أُجريت تعديلات على السيناريو الأصلي؟

كانت التعديلات المطلوبة بسيطة جداً وغير مؤثرة أبداً.

ما رأيك بالنقد الذي وجِّه إليك بسبب صورة المثقّف المدّعي التي قدمتِها؟

 لم أقدم فيلماً عن المثقفين كي أعرض جميع النماذج، يضاف الى ذلك أن المثقف المدعي موجود بالفعل وبكثرة بين المثقّفين وقد رأيته بنفسي، وهو نموذج يخدم دراما الفيلم.

لماذا لم تظهر أي خلفية لشخصية ليلي التي أدتها آية حميدة، على رغم أنها مؤثرة في أحداث الفيلم؟

هذه الشخصيّة ليست أساسية في الفيلم، بل مساندة، وقد قدّمتُها من خلال علاقتها بسامح وما أن انتهت العلاقة حتى اختفت ليلي تماماً، من ثم لا مجال لطرح أي خلفيات.

ظهرت {شهد} طوال أحداث الفيلم متعلّقة بوالدها بشدة حتى أنها قاطعت أمها بسبب زواجها بعد وفاته، لنكتشف بعدها وبشكل غير مبرّر درامياً أنها تتحدث عن قسوته تجاه والدتها وقهره لها، فما هو تفسيرك؟

 قصدت المفاجأة، لأن كثراً منا يحملون عقداً من الطفولة ولكنّهم غير واعين بها، وشهد لم تكن واعية بهذا المخزون الذي يسبّب حيرتها طوال الوقت والسبب الحقيقي وراءها، إلى أن جاء وقت وقعت فيه تحت ضغط نفسي وعصبي فأدركت أن السبب إحساسها بقهر أمها بسبب معاملة الأب وتسلّطه الدائم. كذلك تضمّن الفيلم مشاهد عدة تبرز الازدواجية التي يتّسم بها الأب.

زواج شهد المفاجئ بغير حبيبها كان أيضاً مثار انتقاد، فما رأيك؟

شهد كما أشرت كانت تخشى الوقوع تحت سيطرة سامح بسبب حبّها الشديد له، فتمردت على مشاعرها، وقررت الزواج بشكل عقلاني من مثقّف استطاع خداعها بالحديث عن أبيها وعن الحرية وعاملها في البداية بصورة رأتها امتداداً لمعاملة والدها فوافقت على الزواج به.

لم تكن نهاية الفيلم واضحة، البعض رأى فيها عودة سامح وليلي الى بعضهما، والبعض الآخر فسّر أن البطل رفض العودة إلى حبيبته، فماذا كنت تقصدين؟

قصدي في هذه النهاية أن الحبيبين سيحاولان ثانيةً إحياء علاقتهما من دون  التأكيد على نجاحهما في هذه المحاولة.

أنت زوجة المخرج والسيناريست رأفت الميهي، ما مدى تأثّرك به؟

رأفت الميهي أستاذي في الفن وفي الحياة وقد علّمني المهنية في الكتابة، على أن تكون بأسلوبي الخاص وليس بأسلوبه هو.

ألم تفكّري في أن يخرج الميهي أحد أفلامك؟

بالطبع أتمنى ذلك، إلا أنه قال لي إنه لا يخرج إلا الأفلام التي يكتبها بنفسه.