وجهاء القبائل... ود. فاضل صفر ومركز وذكّر !
بعيدا عن محتوى اللوحات، أظن أن هناك قانونا ينظم تعليقها وعرضها سواء على مباني الجمعيات الخيرية أو جمعيات النفع العام أو مساكن السكن الخاص، ولابد من تطبيقه على الجميع.لا شك أن الوليمة التي أقامها سمو أمير البلاد على شرف وجهاء القبائل قد شكلت خطوة حكيمة جداً في ظل أحداث المشهد السياسي المتلبد بالغيوم أخيرا، فالمراقب يدرك أن هذه الخطوة لم تكن مجرد حفل روتيني والسلام، إنما كانت رسالة من سمو الأمير «أبو السلطات» جميعا وجهها إلى الجميع، بأن أبناء القبائل هم جزء أساسي لا يتجزأ من النسيج المجتمعي الكويتي، وأن هذا الأمر لا يجب أن يكون عرضة للمماحكات السياسية والمزايدات أو التشكيك من أي طرف كان.
خطوة أميرية مباركة أتمنى أن تقطع دابر هذا الشر الذي يراد بمجتمعنا الصغير الذي لا يتحملها، وكم أتمنى لو أنها صارت عرفا سنويا يقيمه الديوان الأميري، في فترة الاحتفالات الوطنية مثلا، يجتمع فيها على مائدة سموه ممثلون عن مختلف الأطياف الكويتية، بدواً وحضراً وسنة وشيعة ومسيحيين، ولعلي أتمنى أيضا لو أنه امتنع عن الحضور أطراف السلطتين حتى تظل الاحتفالية بروحها الشعبية المجردة فلا يخطف السياسيون ضوءها، كل ذلك في مشهد تتجدد من خلاله رسالة الوحدة المجتمعية كل عام.* * *ما كادت الساعة تبلغ التاسعة صباحا من يوم نشر مقالي الماضي حتى جاءني اتصال من وزير الأشغال والبلدية د. فاضل صفر للتعليق على ما جاء في ذلك المقال الذي كنت تحدثت فيه عن قيام البلدية بتوجيه إنذار لمركز «وذكّر» وذلك لإزالة اللوحات الضخمة المعلقة على جدرانه، والحقيقة أن د. فاضل صفر كان قد عودني دوما على سرعة الاستجابة والمتابعة وحسن التواصل.بيّن لي د. صفر في اتصاله أن ما نشر وذاع بين الناس ليس بصحيح، لأنه ليس من اختصاصات البلدية أصلا مخالفة مثل هذه اللوحات الإعلانية على جدران المباني، وأن المخالفة التي وجهت إلى المركز كانت بخصوص منشآت غير مرخصة مقامة على أملاك الدولة تتمثل في أعمدة حديدية ضخمة وضعها مركز «وذكّر» في الخارج لتحمل أجهزة عرض «بروجكتور»، وأن الإخوة المفتشين كانوا قد طلبوا من صاحب المركز نقل هذه الأعمدة إلى داخل مبناه، ولكنه أصر على تجاهل ذلك طوال الفترة الماضية. وأضاف بأن هذا الإنذار ليس جديداً بل هو متكرر حتى من أيام الوزراء الذين سبقوه، وأنه كان حريصاً جدا على ألا يتعامل مع هذا الملف بالذات بنفسه حتى لا يتهم بالطائفية، وأن من يتولاه في الحقيقة هو السيد أحمد الصبيح مدير عام البلدية، فشكراً للدكتور صفر على هذا التوضيح المهم. وبالمناسبة فلعله من المهم أيضا أن أبين أن اللوحات التي كنت قصدتها في مقالي السابق، ليست هي لوحة «عاشوراء يوم الفرح والسرور»، لأن هذه اللوحة كانت عرضا ضوئيا بثه «البروجكتور» على جدار مبنى «وذكّر»، وكان قد تم إيقافه منذ أن أثيرت القضية قبل أسابيع، إنما اللوحات المقصودة هي اللوحات الثابتة التي لاتزال معلقة، وهي لا تحمل سوى أسماء الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم، وأسماء الحسن والحسين وأمهات المؤمنين عليهم السلام جميعا، وهي رسائل لا غبار عليها من حيث المحتوى.لكن وفي كل حال، وبعيدا عن محتوى هذه اللوحات، فأظن أن هناك قانونا ينظم تعليقها وعرضها سواء على مباني الجمعيات الخيرية أو جمعيات النفع العام أو مساكن السكن الخاص، ولابد من تطبيقه على الجميع، وأما في حال إن كانت الإعلانات المعلقة على أي مبنى تحمل ما يهدد الأمن بأي طريقة كانت فحينها يكون من الواجب تدخل السلطات الأمنية وفقا للقانون. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة