أرسل لي الكولونيل كارل لويس رسالة إلكترونية تفيد بأنه من ضباط الفرقة الثالثة بالجيش الأميركي الموجودة ببغداد منذ 2003، كما يفيد بأنهم عثروا على 600 مليون دولار أميركي في أحد مخابئ صدام حسين، وأنهم وزّعوها فيما بينهم ولايزال يحتفظ بجزء من المبلغ في صندوق مخبأ بمكان سري، وقد طلب مني لأنه يثق بي ثقة كبيرة أن أتولى إخراج عشرة ملايين دولار وأحتفظ بـ20 في المئة منها أي مليوني دولار. ومن غير المعروف لديّ كيف تكونت هذه الثقة.

Ad

وبالمقابل فقد أرسل لي إبراهيم زفار وكيل أعمال رجل الأعمال الكويتي، حسب زعمه، حسين مبارك الذي يعمل بتجارة الذهب في مدينة أوجادوجو في بوركينا فاسو، والذي توفي مؤخرا تاركاً وراءه وصية أعمال خير، وأنّ العائلة قد اختارتني بعد سحب يانصيب أُجري على الإيميلات وفاز إيميلي ويطلبون مني أن أرد بسرعة قبل نهاية 2010 حيث يستولي البنك على مبلغ الـ7 ملايين دولار التي سأحصل عليها.

خلال الأسبوع الماضي فقط وصلتني 122 رسالة مماثلة من أمثلتها السيدة حجية هايغي منكو تمنحني 12 مليون دولار وكريم أحمد يريد تصريف مبلغ 22 مليونا عن طريقي، أما كومي زونجو فهو مستعجل جداً لكي يحول إليَّ مبلغ 17 مليون دولار من بوركينا فاسو، وكذلك فرانك وليامز من اكوادور، والسيدة جومبو ايديث ترغب في تحويل 12 مليون دولار، أما لولو محمد فلديها 25 مليون دولار تريد أن أحتفظ بـ30 في المئة منها، وكذلك مدام بنتويوبانا بـ15 مليون دولار، وفضيلة سبتي بـ5 ملايين، وكذلك بشرني اليانصيب البريطاني الدولي بأنني فزت بيانصيب لم أدخله في حياتي حيث فزت بـ5 ملايين، كما يصر د. ديفيد ميغا على أن لديه 26.5 مليون دولار تابعة للبنك الإفريقي للتنمية في بوركينا فاسو ويرغب في تحويلها إليّ.

كل ما سبق هو محض هراء وكلام لا أساس له ويصل إليّ كما يُفترَض أنه يصل إلى مستخدمي الإنترنت المئات منها شهرياً، وقد تعودت أن لا أقرأ هذه الرسائل، بل أمسحها أولاً بأول، ولكني بعد اكتشافي لوجود ضحايا الغفلة قررت أن أقرأ بعضها لكتابة هذه المقالة.

كنت أظن أنه لا يوجد أحد له ذرة إدراك يقع في تلك الفخاخ حتى التقيت شخصين خسرا مدخراتهما وهما يركضان وراء سراب تلك الملايين الوهمية.

هناك العديد من التحذيرات التي أشار إليها كتاب وجهات وهيئات لتنبيه أصحاب الغفلة الذين ضاعوا وأضاعوا أنفسهم، فما بالكم إن كان أحدهم يعمل في مصرف، أو أن يكون أحد أولئك رجل أعمال؟

لا أعرف ما هو عدد المغفلين الذين تورطوا في مثل تلك الأحابيل، ولم أكن أتصور أن هناك أشخاصاً يُمكن أن يُخدَعوا ويدفعوا من جيبهم لمثل تلك المهازل، ولكن حيث إنني التقيت ضحايا وتحدثت معهم فقد علمت بأنني كنت مبالغاً في استقرار نعمة العقل، ولذا وجدت لزاماً عليّ توجيه هذا التحذير وهو أضعف الإيمان.