الآن دور العرب
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
بوضوح وصراحة فإن هذا الرد العربي، حتى الآن، مخيب للآمال إذْ لا يكفي ان يكون الرد على خطاب أوباما وما تضمنه من مواقف وسياسات تعزز الآمال بأن تُصبح الولايات المتحدة وسيطاً محايداً وان بالحدود الدنيا بقصائد الشعر وبالمديح والثناء، وكفى الله المؤمنين شر القتال و"اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون". يجب ان يتحرك العرب، إن لم يكن كلهم فبعضهم، حتى تكون الخطوة التالية لهم وان يردوا على هذه الإيجابية الأميركية بإيجابية مماثلة تكون أوضح وأكثر منها، وأن يساعدوا الرئيس الأميركي الذي سيواجه تحديات كثيرة داخل أميركا وخارجها على ألَّا يصاب بالإحباط وان يواصل هذه الاندفاعة التاريخية المهمة . إن الإبقاء على مبادرة السلام العربية على الطاولة وحده لا يكفي فهذه المبادرة حتى يصبح بالإمكان تنفيذها تحتاج الى تفاصيل وتحتاج الى المزيد من وضوح الرؤية المقرونة بالمزيد من المرونة البناءة وتحتاج الى ان يعطي العرب الرئيس أوباما شيئاً ملموساً يواجه به حملة اليمين الإسرائيلي ومراكز النفوذ الصهيونية في الولايات المتحدة. غير مفهوم على الإطلاق موقف اللاموقف هذا الذي يتخذه العرب، فالمفترض انه عندما تتقدم الولايات المتحدة بهذه الخطوة الاستراتيجية المهمة ان يكون الرد بخطوة عربية مماثلة وألا يكتفوا بهذا المديح والثناء وبهذه "الغمغمة" غير المفهومة التي لا يستفيد منها إلا أصحاب المواقف العدمية وتجار الشعارات التي لا تفيد إلا اليمين الإسرائيلي المتطرف. إذا أراد العرب للرئيس الأميركي ان يواصل هذا الذي بدأه فإن عليهم ان يخرجوا من دائرة الدوران حول النفس هذه وان يكونوا أكثر جرأة وشجاعة وأن يتخذوا خطوة عملية ملموسة وواضحة وغير حمَّالة أوجه تضع أسلحة جديدة في يد باراك أوباما ليواصل هذا الذي بدأه الى ان يتحقق ما يريده. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء