مع تزايد التأييد الشعبي لحملة د. البرادعي رئيسا لمصر، وتناسب ذلك طرديا مع خوف الحزب الوطني وكتّابه، بدأت الآراء تتبلور وتصبح أكثر وضوحا، وظهرت على السطح أسئلة حول مواقف البعض داخليا وخارجيا من ترشيح د. البرادعي وتوليه الرئاسة، ونطرح اليوم سؤالا أتمنى ألا يكون خارج المقرر المسموح به وهو: هل تقبل الأنظمة العربية برئيس لمصر غير مبارك الأب أو الابن؟

Ad

قبل أن يتحدث البعض ويتكلم الكثيرون، بدبلوماسية، مؤكدين أن الانتخابات أمر داخلي وشأن مصري خالص لا علاقة للأنظمة العربية به، وأنها توافق على ما يقرره الشعب المصري، وأن الشعب المصري حر في اختياره... إلخ، قبل كل هذا الحديث الدبلوماسي المعروف هل نتعرف أولا على أنظمة الحكم العربية التي تختلف تماما عن أنظمة الحكم في العالم أجمع؟

إن أنظمة الحكم– كما علمناها وعرفناها- إما ملكية وإما جمهورية سواء كانت برلمانية أو رئاسية... إلخ. أما أنظمة الحكم العربية فهي ثلاثة أنواع لا غير: أبدية، أو وراثية، أو أبدية وراثية.

وباستثناء لبنان لظروفه الخاصة وتقسيمه الطائفي وتجربة سوار الذهب قبل عقدين في السودان لم يخرج النظام العربي الحاكم عن هذه الأنواع الثلاثة.

وتولي د. البرادعي الرئاسة- إن تم- يخلق نظاما جديدا مخالفا لهذه الأنظمة الثلاثة، وبالتالي يكون السؤال: هل تقبل الأنظمة العربية الحاكمة بنظام حكم رابع مختلف عما اعتادت عليه؟ أعتقد أن السؤال بهذه الصيغة يكون أكثر وضوحا، ولمزيد من التوضيح نتساءل: هل تمثل مصر مثلا قدوة على المستوى الشعبي والرسمي لدول وشعوب عربية أخرى؟ وهل قيام نظام حكم مختلف في مصر يعني تكرار التجربة في بلد آخر؟ وهل تقبل النظم الحاكمة في الدول الأخرى بذلك؟

لنترك للقارئ تخيل الإجابة التي يتمناها.

***

أعلن السيد محمود عباس ألا طريق أمام الفلسطينيين إلا التفاوض، وأنه الخيار الوحيد، ورغم الرفض التام لهذه المقولة كفكرة ومبدأ فإنها تثير سؤالا مهما (داخل المقرر): هل يملك الحاكم الذي يظل في حكمه- وإن طال- عدة عقود، الحكم على شعب تاريخه- وإن قل- يمتد إلى قرون طويلة؟ إن إصدار مثل هذه التصريحات والأحكام يعتبر استهزاء بالشعب وحقه في تحديد مصيره.

منذ أكثر من 30 عاما أطلق الرئيس الراحل السادات تصريحه الشهير «حرب أكتوبر هي آخر الحروب» وألزم الشعب باتفاقيات دولية ومعاهدات سلام مع إسرائيل، والتزم النظام الحالي– لأنه كان شريكا للسابق- بذلك، ولكن هل التزم الشعب؟ لا. فبالرغم مما يتم عقده شهريا وربما يوميا من اتفاقيات رسمية بين الجانبين فإن الشعب مازال يعتبر إسرائيل العدو رقم واحد، ومازال بعيدا تماما عما خطط له الرئيس السابق.

ولا أعتقد أن الشعب الفلسطيني سيلقي بالا أو يهتم بما قاله رئيس حركة فتح «حركة تحرير فلسطين»، فأي قيمة لمثل هذا الحديث؟ وهل يقبل الرئيس أن يقول حديثا لا قيمة له؟

***

كتب أحد الزملاء في صحيفة يومية ويبدو أن في فمه ماء– كما يقولون- منتقدا القمة العربية فصبّ غضبه وحنقه كله على الجامعة العربية!! وكأنما هي المسؤولة عن فشل القمم كلها طوال أكثر من نصف قرن!! ونسي أو تناسى أن الجامعة العربية– وعذرا للتشبيه- كالجارية في منزل السيد تطهو ما يأمرها به وكما يقول المثل «يا جارية اطبخي يا سيدي كلف» أم تراه التزم بالمثل الآخر «مقدرش... أشطر...».

***

نعم للبرادعي وتعديل الدستور لا للفساد والاستغلال والتوريث.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة