ما إن يهلّ علينا شهر رمضان حتى يبدأ سيل المسلسلات التلفزيونية في التدفق من خلال الفضائيات العربية الكثيرة، إلى درجة أن عدد المسلسلات وصل– كما أحصاها أحد الزملاء- إلى 47 مسلسلا جديدا! بمعنى أنه لو كانت مدة المسلسل نصف ساعة فقط، ومن دون إعلانات، فإن المشاهد سيقضي اليوم بأكمله أمام التلفزيون بلا طعام ولا شراب ولا نوم!!
وبالتأكيد فالمقال ليس تعليقا على ذلك، فهناك من أهل الاختصاص من هم أولى بالتعليق، ولكني فقط اقتبست عنوانا لإحدى المسلسلات للتعليق على خبر نشر على الشبكة العنكبوتية، وبدأ في الانتشار سريعا حول قرار إبليس بالهجرة من مصر!فبينما يدور المسلسل حول أفراح إبليس الذي نجح في الوصول ببني البشر إلى درجة تفوقه إجراما وظلما نجده على (النت) قد قرر ترك مصر، ورآه البعض واقفا أمام السفارة الكندية ساعيا إلى الهجرة إليها، وقبل أن يسارع البعض بالفرح والبهجة إلى هجرة إبليس بسبب حال التقوى والإيمان التي وصل إليها الشعب، وعجزه عن الوسوسة لهم، جاء تصريح إبليس على النقيض تماما.فقد صرح أنه اتخذ قرار هجرته بعد أن حقق أكثر مما يتمنى، فانتشر الفساد وعمّ الظلم، ولم يعد هناك مجال جديد لوسوسته، ووصلت الحال إلى درجة التشبع، بل إنه خشي أن يوسوس له بنو آدم (فمازال لديه أمل أن يغفر الله له ويخشى إن استمع لوسوسة بني آدم ألا يغفر الله له).وتعاطفا مع إبليس- وعذرا- بحثت عن مكان أقرب يمكنه الهجرة إليه كي لا يتحمل عناء السفر الطويل، إلا أنني للأسف وجدت الوطن العربي كله لا يصلح لإبليس، أو بالأدق لن يجد فيه عملا بعد أن بلغ ظلم الأنظمة الحاكمة وفسادها حدا يقف أمامه إبليس عاجزا عن تقديم المزيد، فلا مفر أمامه سوى الهجرة إلى الغرب، حيث مازال هناك عدالة ومساواة يمكنه أن يسعى إلى القضاء عليهما، وتحقيق بعض النجاحات ليضيفها إلى سيرته الذاتية.ولكن في وطننا العربي أصبح الجميع أبالسة- ولا حول ولا قوة إلا بالله- يفوقونه نجاحا وقدرة، وإذا كانت الملائكة تقيد الشياطين في رمضان امتثالا لأوامر الله سبحانه وتعالى فيا ترى مَنْ يقيد مَنْ في عالمنا العربي؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
أفراح إبليس... وأحزانه
04-09-2009