«مجزرة الحرية» تعيد الروح إلى رفح
على طريقة الصدمات الكهربائية التي يقوم بها الأطباء لإنقاذ المرضى الذين يشارفون على الوفاة، جاءت مجزرة "أسطول الحرية" لتعيد الروح إلى معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.وعبر عشرات الفلسطينيين أمس في الاتجاهين من وإلى قطاع غزة. وقال مسؤول أمني إن نحو 150 فلسطينياً عبروا الحدود الى الأراضي المصرية أمس، كما عبر من الجانب المصري إلى القطاع 82 من المرضى العائدين بعد الشفاء والعالقين والحالات الإنسانية.
وأكد نائب رئيس هيئة المعابر والحدود في حكومة "حماس" بشير أبو النجا أنه تم الاتفاق مع السلطات المصرية على مغادرة من 700 إلى 800 مسافر من قطاع غزة إلى الخارج، مشيراً إلى أن الأولوية ستكون للمسافرين المسجلين وأصحاب الإقامات والتأشيرات والمرضى. فاطمة الغول، وهي مريضة فلسطينية، قالت إنها لاحظت سهولة في الإجراءات لم تعتدها من قبل بعد أن رفعت إدارة المعبر أعداد الموظفين القائمين على إدارته، وبدت صالتا الوصول والمغادرة في كامل رونقهما.وشهد المعبر تسهيلات أمنية مصرية حيث لم يتم الاعتراض على دخول أي أشخاص أو منعهم من العبور كما هو متبع من قبل، وأبدت السلطات الأمنية تسهيلات غير محدودة للصحافة والإعلام على غير المعتاد، وسمحت بالتجول داخل المعبر بعد أن كان ذلك من الممنوعات.الفلسطينيون الذين لم يغادروا غزة كان لهم نصيب أيضاً في "عودة الروح" إلى رفح، وعبرت أمس 25 حافلة محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية والأدوية مقدمة من "اتحاد الأطباء العرب"، كما تم شحن 18 مولداً كهربائياً إلى الجانب الفلسطيني، وهي المولدات التي قدمتها روسيا وسلطنة عمان وظلت محتجزة مع شحنات أخرى من الأغطية والخيام والمعونات مدة عام في مخازن الهلال الأحمر المصري.سعداء الحظ من الفلسطينيين الذين عبروا إلى مصر، وجدوا خارج صالة الوصول سائقين مصريين أقل منهم حظاً، فبعد 3 سنوات من إغلاق المعبر، وتعطل مصادر رزقهم المتمثلة في 600 سيارة أجرة تستخدم في نقل الفلسطينيين الخارجين من المعبر، فوجئ السائقون بقلة عدد زبائنهم على الرغم من "عودة الروح" إلى شريان الحياة الوحيد للغزاويين.