آخر وطن شيوخ...
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
لم يكن في الكويت حينها أي شخص يريد أن يستمع لتلك القصيدة/ الصرخة، أو أن يُطمئن خوف ذلك الشاعر المسكين سوى فتاة واحدة، قرأت تلك القصيدة وتعاطت مع خوفي بجدية واهتمام، وبعثت برسالة طويلة إليّ عن طريق الجريدة، محمّلة بالخوف والهلع والدموع، فتاة لم يكن عمرها تجاوز تسعة عشر عاما على ما أظن واسمها «شيّوخ».بعد نشر القصيدة بسنوات قليلة حدث ما توقعته في القصيدة، ففي لحظة حالكة السواد وتحديدا في 1990/8/2 التهمت دولة الكويت، واختفت من بعض الخرائط تماما.أقول الآن «الله لا يعيد ساعة الشر»، ولكن ما كان يحدث في الكويت من مناكفات سياسية وطائفية وقبلية قبل الغزو العراقي مقارنة بما يحدث اليوم أشبه بفردوس مثالي للتسامح والوئام الاجتماعي والسياسي، لذا أعيد نشر بعض من القصيدة لعل «شيّوخ» التي لا أعلم عنها شيئا منذ ذلك الوقت تسمعني، فيبدو أنها الوحيدة في هذا البلد، التي تُصغي!هذي الأرضراح تزولليش إنْ حُبنا للأرض صار مسلول!لأن الشوق... صار زايفلأن الحق صار خايفوصدى أصواتنا مقتول!هذي الأرض... راح تزوللأن إحنا جسر للضيمويحكمنا القدر... والغولصار الغول... يحب عنّايمارس جنسنا عنّايسمّي عبالنا عنّايعيش عنّاينام عنّاولازم نقبل الواقعلأن الله هو المسئول!هذي الأرض راح تزوللأن أحنا... نصلّي الفرضونتذابح على السنّه لأن فيه ناس... بِسْم الدين...تطالبنا العمر كلهوتضمن حقّنا الجنه!بِسم الدين تذبحنابِسْم الدين تصلبنا...وتحرق دمنا خِنّه!بِسْم الدين تصير أحزابفيها شيعه وسِنّههذي الأرض راح تزوللأن إحنا خلاص ضعناومصير أطفالنا... مجهولهذي الأرض راح تزوللأن فيه ناس ليما الحين...تبحث في أصول الغيم...وتتوسّد كتاب لانسابولا تصدّق...إن المطره لو بالصيفتحب الأرضتموت بْريحة الأعشابلأن فيه ناس قبل السورلأن فيه ناس بعد السورهدّوا بينهم لجْسورولا يرضون يجمعهم هوى لتْراب!اللهم احفظ هذا البلد آمنا مطمئنا... آمين.