استياء في القاهرة إثر انتقاد كرتي «دورها المتواضع ومعلوماتها الناقصة»

تفجَّرت "أزمة مكتومة" بين القاهرة والخرطوم على وقع تصريحات قاسية أطلقها وزير الخارجية السوداني الجديد علي كرتي اتَّهم فيها مصر بـ"تواضع معلوماتها عن الشأن السوداني ودورها المتواضع" في السودان الذي يمثل العمق الاستراتيجي لمصر على حد تعبيره.

وكان كرتي قد وجه خلال ندوة في الخرطوم عُقِدت قبل 3 أيام بعنوان: "تقرير المصير الحق والواجب" انتقادات قاسية للدور المصري في السودان، مشيراً إلى "دورها الضعيف تجاه قضايا سودانية مؤثرة في العمق الاستراتيجي لمصر"، مشيراً إلى أن "ضعف هذا الدور يكشف تواضع معلومات القاهرة عن تعقيدات الحياة السياسية للسودان".

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس، على لسان المتحدث الرسمي باسمها أن "مصر تقف إلى جانب السودان في جميع قضاياه، وتحرص دائماً على تحقيق التوافق الداخلي بين مختلف القوى السودانية، وترتبط بعلاقات وثيقة مع تلك القوى في ضوء سياستها المتوازنة تجاه مختلف الأطراف السودانية، كما أنها تحرص على دعم جهود تحقيق الاستقرار والتنمية في مختلف ربوع السودان، دونما هدف أو غاية، بخلاف اقتناعها بأن هذا في ذاته يحقق مصلحة السودان والأمة العربية والمنطقة".

وأشار المتحدث إلى أن "العلاقات المصرية - السودانية تتسم بالخصوصية الشديدة في ضوء ارتباط المصالح الاستراتيجية بين البلدين ووحدة المصير"، موضحاً أن "هناك تنسيقاً وتشاوراً مستمراً على مستوى قيادات البلدين في ما يتعلق بمختلف قضايا الشأن السوداني"، وأن هناك "إدراكاً لدى مسؤولي البلدين لعمق ومتانة العلاقات التي تربط بينهما، وتقديرا من جانب المسؤولين السودانيين لأهمية الدور المصري في دعم السلام والاستقرار والرخاء والتنمية للشعب السوداني الشقيق".