توبيخ الشرطة
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
هناك مشكلة متجذرة في عقلية الشرطي الكويتي (مع بعض الاستثناءات طبعاً) وهي أنه لا يستطيع التفريق ما بين طبيعة حياته داخل أكاديمية الشرطة وتعامله مع الجمهور فيما بعد، فلا يستوعب أن المعاملة القاسية والمهينة التي تلقاها داخل الأكاديمية لها أسبابها الموضوعية المتعلقة ببناء قدرته على تحمل الضغوط الجسدية والنفسية المصاحبة لعمله كرجل أمن، وأنه لا يجب أن يحمل هذه المعاملة إلى الناس خارج الأكاديمية.بعض أفراد الشرطة يعتقد أن «بدلته ونجمته» تجعله سيد الشارع بلا منازع، ويوجد التبريرات للقيام بأي فعل، وذلك على حساب الالتزام بالقوانين والإجراءات الصحيحة التي وجد من أجل صونها وعدم تجاوزها مهما بلغت الغايات من نبل، والأمثلة كثيرة منها ما تفنده المحاكم، ومنها ما نراه يومياً من انتهاك منظم للدستور والقوانين من خلال نقاط التفتيش والمداهمات العشوائية. من باب الإنصاف، لقد شهدت أكاديمية الشرطة تطوراً ملحوظاً في المناهج وأساليب التعليم والتدريب منذ أواخر التسعينيات، إلا أن المشكلة الباقية هي العقلية التي يحملها خريجوها إلى الشارع، إذ تطغى ثقافة الضبط والربط و»نفذ ثم ناقش» العسكرية في تعاملهم مع الجمهور على القوانين والإجراءات التي تعلموها داخل الأكاديمية، الأمر الذي يعميهم أحياناً عن الانتباه إلى خرقهم لها، وذلك يضعف موقف النيابة في ادعائها على المجرمين، والنتيجة فرارهم من العدالة وربما عودتهم إلى ارتكاب جرائمهم، لذلك فإن «توبيخ» الرجيب ضرورة أخلاقية وقانونية لتحقيق مصلحة وطنية ويستحق التحية عليه، على أمل أن «يكمل إحسانه» ويمنع إقامة نقاط التفتيش في الشوارع، فكثير من أحكام البراءة تصدر لبطلان إجراءات الاستيقاف والتفتيش فيها.Dessertمشكلة أخرى لا يشذ فيها الشرطي عن غيره من المواطنين في زمننا الحالي هي طغيان الدروشة ومعتقداته الدينية الخاصة على مبدأ سيادة القانون، بدليل استجابة الشرطة لبلاغ النائب «المحتسب» محمد هايف عن إحدى الحفلات الخاصة من دون تفكير وتعاملهم غير القانوني معه.