سنوات الضياع

نشر في 02-08-2010
آخر تحديث 02-08-2010 | 00:00
 علي محمود خاجه عشرون عاما بالتمام والكمال مضت على تلك المحنة البغيضة، ومازلنا نكرر كيف أكسبتنا تلك المرحلة دروسا قد تحتاج الشعوب الأخرى لأجيال عدة كي تكتسبها، فهي علمتنا كيف تكون اللحمة والاعتماد على النفس والمقاومة والاتعاظ من أخطاء ما قبل 1990.

عذرا لكل من يقرأ، وبتجرد شديد فإن محصلة دروس الغزو الآثم هي صفر أو أقل من ذلك بقليل، ولنسترسل قليلا في القول على الصعيدين الحكومي والشعبي.

ففي إطار الدولة مثلا، التي كانت تعتمد قبل الغزو على سياسة الدينار في كسب الحلفاء، فقد اتضح لنا في تلك المحنة أن تلك السياسة فاشلة، والدليل أن أغلبية الدول التي ساندتها الكويت بدينارها كانت هي خط المقاومة الأول ضد أي قرار لمصلحة الكويت في فترة الغزو، واليوتيوب يوفر لكم توثيقا مهما لما حدث في الجامعة العربية في فترة الغزو، ولكن هل تغير هذا الأمر بعد الغزو؟ قطعا لا، ومازلنا بسياسة دينارنا التي أثبتت فشلها.

تحالفت الدولة قبل الغزو مع قوى الظلام الرافعة لشعار الدين أملا منها في أن يكون هذا الحليف هو ملاذها الآمن، والمحصلة وقوف حليف الحكومة قبل الغزو ضد أي تدخل أجنبي لتحرير الكويت، والمحصلة أيضا استمرار الدعم الحكومي لتيارات الظلام.

باركت الحكومة سياسة فرّق تسد التي انتهجتها قبل الغزو، وكان الخوف الأكبر من الحكومة نفسها في فترة الغزو أن ينصرف أولئك المفترقون كل لمذهبه وعقيدته، ولولا وجود العقلاء ممن سعت الحكومة إلى تفريقهم لما نجح مؤتمر جدة، وهو صك التحرير بلا أدنى شك. لتعود بعد الغزو وتستمر في مباركتها للتفرقة إن صدقنا فعلا بأنها لا ترعاها أيضا، فتغيرت وجوه المفرقين نعم، لكن لم تتغير رسائل الفتنة.

ميزة تتمناها الأمم كلها بأن يكون لها ذكرى تاريخية تثبت العصيان المدني لقلة قليلة استطاعت أن تسبب صداعا مزمنا لرابع أقوى جيش في العالم حينذاك، اختلطت فيها دماء كل الكويتيين من رجال ونساء وطوائف وعوائل وقبائل، لتؤرخ الحكومة كل ذلك بشارع واحد صغير يحمل اسم الشهداء دون أي رمز أو على الأقل نصب للمقاومة أو ذكر لأسمائهم، والاكتفاء بشهيد واحد تخصص له المناطق والمدارس والمباني، نعم نحبه ونحترمه ولكن لا نرضى طبعا باختزال كل الأبطال فيه وحده.

أما على الصعيد الشعبي، فلم تفد تلك الكارثة وتوحيدها للناس في استخلاص العبر، فمازال الخونة يحوزون ثقة الناس، وأقصد بالخونة من وقف ضد الكويت من الكويتيين بالغزو أو من سرق الكويت من الكويتيين بالغزو، فكان ردنا عليهم بأن ننصبهم ممثلين لنا والمفضلين لدينا كوسيلة للإعلام.

ولم نكتف بذلك، بل إن كل الأخطاء التي تكررها الحكومة، وقد سطرت بعضا منها فقط أعلاه، لا نحرك ساكنا لتقويمها وتغييرها كي تقودنا للأفضل.

كاذب من يقول إننا تعلمنا طوال تلك السنوات، فالأمر الوحيد الذي تعلمناه هو ألا نتعلم.

خارج نطاق التغطية:

اتصال من صديق ذكر لي أن الدراما في تلفزيون الكويت لها معايير وشروط هي ما تجعل بعض الأعمال تبتعد عنها، وحسب ما سمعت فإن تلك المعايير جيدة ومعقولة، لذلك أستثني المجال الدرامي من مقالي السابق.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top