«المعارضة» المصرية تترقب انضمام عمرو موسى التدريجي إلى صفوفها
يتجه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى تكثيف اهتمامه بالشأن السياسي الداخلي في مصر، عقب إعلانه الواضح أن العام المقبل هو الأخير له في منصبه في الجامعة.وتترقب أوساط "المعارضة" المصرية اتخاذ موسى مواقف محددة تدريجياً، بما لا يخل بالتزامات منصبه الحالي الذي يستمر به حتى مارس 2011.
وأوضح مصدر في "المعارضة" المصرية الجديدة التي تنصّب الحائز "نوبل للسلام" محمد البرادعي زعيماً لها أن خطاب موسى في افتتاح القمة العربية في مدينة سرت الليبية، يعتبر نوعاً من فتح الطريق للتحرر من قيود منصبه، مؤكداً أن أوساط المعارضة متيقنة من أن "انضمام موسى إلى صفوف المعارضين بات مسألة وقت".وقال المصدر لـ"الجريدة" إن إشارة موسى إلى أنه لا يعتزم تجديد بقائه في منصبه رغم أن ميثاق الجامعة يتيح له التمديد عامين إضافيين "قد حررته جزئياً من الالتزامات التي تمنعه من إبداء رأيه في القضايا المصرية". وأشار إلى أن خطاب موسى أمام القمة مثل حلاً وسطاً بين اختيارين كانا أمامه وهما: إعلان استقالته احتجاجاً على الأوضاع في المنطقة أو تجاهل تحديد سقف زمني لمنصبه، ما قد يعني أنه لا يستبعد استمراره في موقعه.وأكد المصدر أن موسى فضّل التلميح إلى أن مهمته ستنتهي في موعدها المقرر في القمة العربية المقبلة، حتى يمكنه خلال الشهور التالية الانتقال تدريجياً إلى الاهتمام بالأوضاع الداخلية في مصر تمهيداً للتفرغ لممارسة دور سياسي في نهاية هذه المدة.يُذكر أن موسى أبدى العام الماضي استعداده للترشح لرئاسة مصر بعد الرئيس حسني مبارك، ثم عاد وأعلن أنه لا يهتم بهذه الخطوة مع توجيه انتقادات إلى السياسات الحكومية المتبعة، كما استقبل البرادعي في مكتبه في الجامعة فور عودة الأخير من الخارج وتداولا في الأوضاع المصرية.ويحظى موسى بشعبية كبيرة في الشارع المصري منذ أن كان وزيراً للخارجية بسبب مواقفه الحازمة ضد إسرائيل. ويتوقع مراقبون أن يعطي موسى زخماً كبيراً للتحركات المطالبة بالإصلاح السياسي في مصر إذا حسم أمره وألقى بثقله إلى جانب المعارضة الجديدة التي تتحرك خارج الأحزاب التقليدية.