قطر تتعلم الدروس من مخاطر العقارات في دبي

نشر في 24-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 24-02-2010 | 00:01
No Image Caption
سوقها الوليد قد يتعافى قبل سوق دبي بعام كامل
نجت قطر من عاصفة الأزمة المالية العالمية وانهيار الأصول بأقل الخسائر، وتحركت الدولة للسيطرة على تطوير عقارات إدارية وتجارية وسكنية جديدة، بأسلوب قد يجعل سوقها الوليد يتعافى قبل سوق دبي بنحو عام كامل.

سيكون على قطر تحمل 12 شهرا أخرى على الاقل من تراجع أسعار العقارات، قبل حدوث انتعاش في 2011، حين تبدأ جني ثمار تعامل حكيم مع التطوير العقاري.

وقال خبراء في القطاع، إن قطر تتعلم الدروس من النموذج المعيب في دبي للبناء بهدف المضاربة، الذي انكشفت عوراته اثناء الأزمة المالية العالمية وشهد انهيار أسعار العقارات السكنية بنحو 60 في المئة من اعلى مستوياتها في 2008.

ونجت قطر من تلك العاصفة بأقل الخسائر وتحركت الدولة للسيطرة على تطوير عقارات ادارية وتجارية وسكنية جديدة، بأسلوب قد يجعل سوقها الوليد يتعافى قبل سوق دبي بنحو عام كامل.

وقال زياد المخزومي المدير المالي في "أرابتك" أكبر شركة مقاولات في الإمارات: "لم يكُن لديك نفس الكمية من العرض والمشروعات المكتملة في نفس الوقت في قطر، لذلك اعتقد ان التوقيت والتخطيط يصبان في مصلحة القطريين".

وقد انخفضت أسعار المساكن في قطر بحوالي 30 في المئة منذ الأزمة، ويتوقع محللون في بنك الاستثمار (المستثمر الاول) مزيدا من الانخفاض بما يتراوح بين عشرة و15 في المئة قبل التعافي العام المقبل، مع بدء ظهور نتائج السيطرة الحكومية المنضبطة على حركة الانشاءات الجديدة. وقال بنك المستثمر الاول إن شركات المقاولات في الامارات العربية المتحدة تسعى بالفعل إلى الاستفادة من سوق الانشاء المربح في قطر، بالنسبة إلى كل انواع العقارات، التي من المنتظر ان تنمو بنسبة 7 في المئة لتصل إلى حوالي 5.6 مليارات دولار في 2010.

استقرار قريب

وقالت مؤسسة "دي تي زد" لاستشارات العقارات لـ"رويترز": "أسعار العقارات التجارية في قطر التي انخفضت بما بين 20 و30 في المئة في 2009، من المرجح أن تستقر في الربع الثاني أو الثالث من العام الحالي".

وتعكس هذه التقارير عن النمو المتوقع والاستقرار تقارير مشابهة عن الاقتصاد القطري الذي من المتوقع ان ينمو بنسبة 16.1 في المئة هذا العام، بفعل التوسع الكبير في منشآت الغاز الطبيعي في البلاد، بالمقارنة مع توقعات بنمو نسبته 2.5 في المئة في دولة الامارات العربية المتحدة.

وأظهر استطلاع لـ"رويترز" في يناير الماضي، انه من المرجح ان يؤدي ذلك إلى تحفيز الطلب على العقارات في قطر، في تناقض صارخ مع دبي حيث دفع الاضطراب في سوق الوظائف المغتربين الى الفرار، ما أخّر انتعاش أسعار العقارات الى عام 2012.

وقالت مؤسسة "بروليدز" البحثية، إن اكثر من 500 مشروع تطوير جمدت او ألغيت في انحاء الامارات اثناء الركود، لكن ذلك حدث مع 7 مشاريع فقط في قطر.

وقال بلير هاجكول العضو المنتدب في "جونز لانغ لاسيل" للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "نحن نشهد اشارة قوية من الكيانات المرتبطة بالحكومة، في ما يتعلق بالطلب المتزايد (على الوظائف) في قطر".

واضاف: "في نهاية الامر.. هم يتطلعون إلى استحداث وظائف على المدى الطويل لتنويع الاقتصاد بعيدا عن قطاع النفط والغاز".

مواصلة الإنفاق

ولا تمثل الاموال قضية في قطر، على العكس من دبي التي تعاني ضيق ذات اليد، والتي هزت الاسواق العالمية يوم 25 نوفمبر الماضي، بطلب تأجيل سداد ديون بقيمة 26 مليار دولار مرتبطة بقطاع العقارات.

وقالت قطر وهي اكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم انها ستواصل الانفاق للحفاظ على قوة الدفع للنمو في سوقها المحلي، بينما ستواصل الاستثمار في الاصول المميزة بالخارج مثل مشروع ناطحة السحاب "شارد" في لندن والسفارة الاميركية في منطقة ماي فير القريبة.

وتسعى قطر إلى ضمان قدرة شركاتها العقارية الاساسية على النجاة من العاصفة، بالعمل على اتمام عمليات اندماج دفاعية واستخدام الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادية في البلاد للاستثمار فيها.

ونتيجة لذلك، ستمتلك شركة ديار القطرية 45 في المئة على الاقل من مجموعة بروة الجديدة، التي ستشكل بعد الاستيلاء المقرر لشركة بروة العقارية على الشركة القطرية للاستثمارات العقارية.

لكن جهود قطر واسعة النطاق لعزل سوقها العقاري من اي عدوى قادمة من دبي، لن تغري على الارجح كثيرا من أكبر مؤسسات الانفاق العقاري في اوروبا بالمجيء الى قطر في الوقت الحالي على الاقل.

ورغم وفرة الصفقات والفرص، فإن المنطقة تلطخت بالمشاكل الائتمانية الكبيرة لدبي ومسائل العقارات وعقلية "عليك بالبناء وسيأتون".

وقال مايكل بيرنباوم المدير الدولي لمجموعة "كانام": "بقدر ما أعرف فلم يذهب أي من الصناديق الالمانية المفتوحة الكبيرة الى هناك ولا يخطط لذلك، اذا استطعت بناء جزيرة صناعية واحدة في البحر فيمكنك مواصلة بناء الجزر لدرجة انه يصبح من الصعب التنبؤ بقيمة مبنى هناك خلال عشر سنوات".

ويرى كثير من مراقبي السوق قطر وأيضا البحرين والسعودية وعمان اسواقا مغلقة الى حد كبير امام المشترين الاجانب، الذين يقلقهم امكان اندلاع حروب أسعار بشأن الاصول الممتازة التي يشعرون انه ليست لديهم فرصة للفوز بها.

وقال ديفيد سون العضو المنتدب لشركة "دبليو دبليو ادفايزورز لاستشارات الاستثمار العقاري": "حين ازدهرت اسعار النفط في السنوات العشر الماضية، فان كثيرا من الاموال التي تكونت في الشرق الاوسط ظلت في الشرق الاوسط".

واضاف: "انها اجواء صعبة تماما بالفعل ان تتنافس مع رأسمال جاء من داخل البلد".

(رويترز)

back to top