وضعت درجة الحرارة العالية التي وصلت إلى ما يقارب 55 درجة أمس أزمة الكهرباء في مقدمة اهتمام الجميع وخصوصا النواب الذين طالب 21 منهم بعقد جلسة خاصة لمجلس الأمة.
بينما ارتفعت درجة الحرارة ظهر أمس لتصل إلى ما يقارب 55 درجة مئوية، اتخذت عدة جهات حكومية ونيابية بعض الإجراءات لمواجهة صيف 2010 بعدة مراعاة لسلامة المواطنين والمقيمين، إضافة إلى طلب 21 نائبا لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمة وفقا للمادة 72 من اللائحة الداخلية، لمناقشة أسباب الانقطاع المتكرر للكهرباء ومدى جدية الإجراءات الحكومية لحل هذه الأزمة وفي مثل هذه الظروف.وأكد وزير الكهرباء والماء د. بدر الشريعان أمس خلال مؤتمر صحافي بمجلس الامة أن الكويت سجلت أمس وأمس الأول ويُتوقع اليوم أيضاً أرقاماً قياسية في درجات الحرارة، مما جعل معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية تسجل أرقاماً قياسية، متمنياً ألا نصل إلى حد القطع المبرمج في حال استمرار ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية، مبديا تفاؤله بأن يساهم انخفاض درجات الحرارة الأسبوع المقبل، حسب ما هو متوقع، في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية والحد من أثر الأزمة الحالية.وبيَّن الشريعان أن أيام شهر رمضان المبارك التي ستصادف شهر أغسطس المقبل ستكون مؤلمة بالنسبة لنا في حال ارتفاع درجات الحرارة، مبينا أنه شخصيا طلب عقد جلسة خاصة لإطلاع الأعضاء على الوضع الكهربائي في البلاد، وبالتالي فإننا لا نمانع عقد جلسة خاصة لمناقشة هذا الموضوع.وشدد الشريعان على أن صيف 2010 هو الأصعب من بين السنوات المقبلة لا سيما أن عام 2011 سيشهد دخول محطة الصبية الخدمة.وضع حرجوقال الشريعان إن الوضع الحرج هو في عام 2010، وحتى الآن وحداتنا متماسكة، مؤكداً في الوقت نفسه أن استمرار عمل هذه الوحدات ساعات طويلة متواصلة أمر غير محمود.وبشأن مطالبة عدد من النواب له بالتنحي عن منصبه في حال عدم قدرته على التصدي لأزمة الكهرباء أجاب الشريعان، ان هذه القضية (أزمة الكهرباء) مستمرة منذ سنوات طويلة ومنذ عام 1988 لم يتم توقيع عقد إنشاء محطات الطاقة الكهربائية، وفي عام 2009 تم توقيع مشروع إنشاء محطة كهرباء لتوليد الطاقة، وهي محطة الصبية، وهذا إنجاز يُسجَّل للحكومة ولي شخصياً.وعن الحوادث المتكررة لاحتراق محولات الكهرباء أوضح أن لدى الوزارة 28 ألف محول كهربائي ينقطع منها بشكل يومي ما بين 8 و10 محولات، وبالتالي فإنه حتى إن وصل العدد إلى 28 محولا، فإنه لا يشكل سوى نسبة 1 في الألف وهي نسبة بسيطة جداً إذا قورنت بدول مجاورة، مطمئنا الجميع بأن الوزارة مهتمة بهذا الجانب وسرعان ما يتم إعادة تشغيل المحولات التي تنقطع عن العمل.«الحكومة عاجزة»من جهته، حمّل النائب الدكتور فيصل المسلم في تصريح للصحافيين أمس، وزارة الكهرباء مسؤولية تفاقم أزمة الكهرباء، مؤكدا أن الحكومة كلها أصبحت عاجزة عن مواجهة الأزمة، وتقف متفرجة أمام هذا الوضع الصعب في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في المناطق السكنية.ورأى المسلم أن وصول الأزمة إلى هذه المرحلة دليل على العفن الذي أصاب الإجراءات الحكومية، لافتا إلى أن وزارة الكهرباء تتحمل المسؤولية كما لا نعفي الحكومة أيضا من تحمل المسؤولية.ودعا المسلم إلى ضرورة تحمل الجميع مسؤولياته لترشيد استهلاك الكهرباء، مؤيداً إجراءات الترشيد التي لجأت إليها بعض الوزارات مثل قطع الكهرباء عقب انتهاء الدوام الرسمي.وأشار إلى أن وزير الكهرباء أيّد الاقتراح الذي تقدمنا به في كتلة الإصلاح والتنمية في شأن تعديل توقيت الدوام في الوزارات من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية عشرة لتفادي ساعات الذروة ولتجنب الضغوط على الأحمال الكهربائية، مؤكدا أن الدوام اليوم يستمر 6 ساعات، ونحن خفضنا العمل في اقتراحنا إلى 5 ساعات خلال فترة الصيف فقط، داعيا مجلس الوزراء إلى اتخاذ قرار في هذا الشأن.نجاح للوزارةمن جهته، صرح وكيل وزارة الكهرباء والماء المساعد للتخطيط والتدريب والناطق الرسمي باسم الوزارة د. مشعان العتيبي امس بأن "الوزارة تعمل ما بوسعها من اجل واصلاح وصيانة المحولات الكهربائية التي تتعرض للعطل واصلاحها بأسرع وقت ممكن".وقال العتيبي "ان الظروف المناخية التي تمر بها المنطقة لم تشهدها منذ زمن بعيد وخاصة بعد تخطي درجة الحرارة 53 درجة مئوية مما سبب ضغطا على المحولات والوحدات الكهربائية التي تعمل بكافة طاقتها الانتاجية معتبرا أن هذا يعد نجاحا للوزارة.واشار الى ان ما يحدث من تعطل واحتراق للمحولات التي يبلغ عددها حتى الان منذ بداية العام الحالي 14 محولا من اصل 28 ليس له علاقة بالانتاج الكهربائي بل لتأثر الكابلات الكهربائية بالحرارة التي تتعرض لها البلاد اضافة الى تهالكها.واوضح العتيبي ان البلاد "لم تشهد حتى الآن اي انقطاع تام عن منطقة بأكملها بل ما نشهده انقطاع لجزء محدود من الاجزاء التي يغطيها المحول الذي حدثت به مشكلة ونتمنى على المواطنين والمقيمين التعاون الكامل مع الوزارة لترشيد استهلاك الكهرباء والماء"، مشيدا بالدور الذي يقوم به وزير الكهرباء والماء الدكتور بدر الشريعان واشرافه المباشر على اجهزة الصيانة والطوارىئ في حال حدوث خلل او انقطاع في اي من مناطق البلاد".واضاف: "اذا تخطينا هذا الاسبوع الحرج فسيتم السيطرة على الوضع نتيجة دخول الوحدة المعطلة كما سيتم ادخال وحدة اخرى منتصف شهر يوليو بمقدار 290 ميغاواطا ووحدة اخرى بمنتصف أغسطس بمقدار 240 ميغاواطا".وأوضح ان الانتاج "محرج والفائض يتلاشى الا انه حتى الان لم يحدث اي ضرر، والوزارة تقوم بسرعة الاستجابة واصلاح العطل رغم الوضع غير الطبيعي".توقف «التربية»وفي وقت ظهيرة أمس في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، سجلت ادارة الارصاد الجوية درجات حرارة زادت على 50 درجة مئوية في مدينة الكويت واكثر من 53 درجة مئوية في منطقة صحراوية شمال غرب البلاد تسمى (مطربة).وبدورها، أصدرت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي د. موضي الحمود أمس، قرارا عقب اجتماع لها مع قياديي الوزارة ينص على تعطيل دوام رياض الاطفال وتقديم انتهاء الدوام في المناطق التعليمية.جولة الشريعانوتفاعلا مع موجة الحر التي تعصف بالبلاد، جال وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان في مركز المراقبة والتحكم "برج التحكم" لمراقبة الوضع الكهربائي والاطلاع على آخر المستجدات.الجيش.. على خط الأزمةمن جانبه، وفر الجيش الكويتي التيار الكهربائي اللازم لجميع قطاعاته باستثناء المستشفى العسكري من خلال مولدات كهرباء من الساعة 6 صباحا الى 3 عصرا.21 نائباً يطلبون جلسة خاصة لمناقشة أزمة الكهرباءتقدم 21 نائباً بطلب عقد جلسة خاصة لمناقشة أسباب انقطاع التيار الكهربائي يوم الأحد المقبل، نظرا إلى تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن عدد كبير من المناطق السكنية داخل البلاد في فترة الامتحانات مع شدة الحرارة التي تسببت في معاناة كبيرة للمواطنين والمقيمين على السواء.ويأتي طلب النواب لوجود تصريحات سابقة للمسؤولين في وزارة الكهرباء بأن الوزارة مستعدة لمواجهة موسم الصيف، وهو ما كشفت الأزمة الأخيرة عدم دقته، ولذا ارتاوا ضرورة مناقشة أسباب الانقطاع المتكرر للكهرباء ومدى جدية الإجراءات الحكومية لحل هذه الأزمة.
محليات
ارتفاع قياسي في درجة الحرارة يضع أزمة الكهرباء في الواجهة
16-06-2010