• بودي اليوم، وربما كل مرة، النأي بهذرتي إليكم عن السياسة التي يخوض فيها الجميع ولله الحمد. منذ فترة وردتني رسالة نصية تفيد بأن الإعلامية الصديقة «ليلى أحمد» أو «ليلى أحمر» لا فرق، بصدد تقديم خدمة لربات البيوت عبر مسجات التلفون المحمول، المعروف بالعربية باسم الموبايل! وقد اختارت أن تنعت تواصلها مع مشتركي الخدمة باسم «مزاج حريم».

Ad

وبحكم الزمالة القديمة في جريدة الوطن»، حينما كان «الوطن عزيز» في العهد الذهبي لها، إبان ولاية الرئيس «محمد مساعد الصالح» وعهده «البائد»! شفاه الله وأعاده إلى مريديه متشحا «ببشت» العافية والحيوية.

أقول بحكم هذه الزمالة حسبتها ستعفيني من قيمة الاشتراك، لكوننا «شعب مغرم صبابة» بـ»البلوشي» والمجاني! لكنها ستكون على الحديدة الإفلاسية، لو أنها أعفت الأصدقاء والزملاء من دفع الخمسمئة فلس قيمة الاشتراك الأسبوعي!

وحين وجدتني أمام خيارين: إما الدفع، وإما الإقامة في سجن «طلحة» سيئ الذكر، اخترت الدفع درءا للتواجد فيه! وقد اعتاد القراء من «ليلى أحمد» المشاكسة والجرأة والممازحة الضاحكة المضحكة، لكنها في «مزاج حريم» ارتأت أن تطل على المشتركين بسمت «أبلة نظيرة» وإهاب «فاطمة حسين» وغيرهما من رائدات تقديم البرامج التربوية الأسروية، حيث تقدم كل يوم وصفة مفيدة للصبايا ذوات الكرش الفخيم، والأرداف الكاملة الدسم باللحم كما التل السياحي، بشأن اختيار البنطلون الجينز والأنس المناسب لقوامها «الفيلي» المنتسب لحزب شجرة «الجميز» بحسب إخوتنا المصاروة! أو أن تقول لربة البيت ذات الدخل المحدود والمهدود، كيف تستفيد من فتافيت وبقايا صابون اليد والجسد، ليكون عطرا فواحا، حين يُدس بين طيات الملابس! وكيف تنظف المواطنة الرياضية أحذيتها الرياضية. الأمر الذي أفضى بـ»مزاج حريم» إلى أن يكون كما جراب الحاوي، الحاوي على إجابات شتى للعديد من الأسئلة المتمخضة عن رحم الحياة اليومية، وما تنطوي عليه من مشكلات صغيرة، يشعر المرء إزاءها بحالة «الحيص بيص» المربكة التي لا يغبط عليها.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: ما الذي يدفع إعلامياً صحافياً ناجحا وقيماً على قسم الفنون بالصحيفة التي يعمل بها إلى أن يخوض تجربة الصحافة الرقمية؟ الحق أنه ليس بحوزتي جواب قاطع، لكني أحسبها راغبة وطامحة إلى التحول من خانة «المديونير» التي تكابدها إلى صفوف الملياردير بصنعة بطاقة اسمها مزاج حريم، ولعلها قرأت سيرة الأمير الوليد بن طلال التي يشير فيها إلى أن بداية مسيرته الاستثمارية كانت محصورة بمبلغ 30 ألف دولار فقط.

بمعنى أن كل شاب في مقدوره أن يكون مليونيرا وأكثر بهذا المبلغ! ونسيت «أم جاسم» وتناست أن سمو الأمير والده أمير، وجده لأبيه ملك، وعمه ملك، وجده لأمه رئيس وزراء... إلى آخر المعلومات «البيوغرافية» المعروفة عنه.

ولعلها كذلك لاحظت حالتي الغنى والبغددة اللتين يحظى بهما حضرات الدعاة الجدد في الفضائيات، وجماعات «فتوى أون لاين» فدفعت بـ»مزاج حريم» عملا بمقولة «حشر مع الناس عيد»! أو بمقولة «مكسيم غوركي»: «لكل إنسان حماقاته، وهي في الغالب، أهم ما في حياته» بس خلاص! بالإذن من أخينا «شعبولا» ما غيره.