دخلت انتخابات جمعية المحامين الكويتية مرحلة جديدة، بعد إعلان المحامي الحميدي السبيعي يوم الثلاثاء الماضي خوض الانتخابات المقبلة بقائمة ثالثة، إلى جانب قائمة المحامي التي تمسكت برئيسها جاسر الجدعي، وقائمة المحامين برئاسة خالد الكندري، وسينعكس قرار خوض الحميدي بقائمة ثالثة سلبا على قائمة المحامي وإيجابيا على قائمة المحامين.

Ad

بعدما فشلت قائمة المحامي الأسبوع الماضي في احتواء المحامي الحميدي السبيعي واحتواء مجاميعه الانتخابية، كان نبأ إطلاق المحامي الحميدي السبيعي خوضه انتخابات جمعية المحامين الكويتية المقبلة بقائمة ثالثة كالصاعقة على قائمة المحامي، وذلك لأن نزول الحميدي بقائمة انتخابية ثالثة يعني إنشقاقه عن قائمة المحامي التي تملك مقاعد الأغلبية في جمعية المحامين الكويتية.

مجاميع الحميدي

وحسب مصادر قريبة من مجاميع الحميدي السبيعي والتي تتألف من 50 محاميا أن الحميدي أعلن يوم الثلاثاء الماضي عزمه خوض الانتخابات بقائمة ثالثة، وأن القائمة جمعت الآن 5 محامين، منهم 4 محامين ومحامية، وأن القائمة ستعلن باقي أعضائها في الأول من اغسطس المقبل لخوض انتخابات جمعية المحامين الكويتية، والتي ستنعقد في منتصف نوفمبر المقبل.

الخيارات

وقالت المصادر إن قائمة المحامي طرحت الأسبوع الماضي خيارين أمام الحميدي، وهما طرح رئيس توافقي ليس الحميدي وليس الرئيس الذي تم اختياره جاسر الجدعي، أو أن الحميدي ومجاميعه يقومون بدعم القائمة كما كان، ويحصل الحميدي على الرئاسة في الانتخابات المقبلة، لافتة إلى أن الحميدي رفض الخيارين وأن قضية الرئاسة هي قضية مبدأ خصوصا المباركة التي حصل عليها من عدد كبير من أعضاء القائمة، وعلى رأسهم الرئيس السابق عبدالرحمن الحميدان، إلا أن موازين الاختيار اختلفت رأسا على عقب بعد عودة أحد القياديين السابقين الى القائمة وعدم إمكانية تولي الحميدي الرئاسة، ويتعين عودة عمر العيسى كرئيس وبعد رفض الأخير للرئاسة أصر القيادي بعد طرح ترشيح الرئاسة بين الحميدي السبيعي وجاسر الجدعي على أن يحصل عليها الجدعي وليس الحميدي السبيعي.

مساعي الصلح

وقالت المصادر إن الحميدي السبيعي رفض كل مساعي المفاوضات التي باشرتها قائمة المحامي الأسبوع الماضي وتمسك ومجاميعه برئاسة الحميدي للقائمة في الانتخابات المقبلة أو خوض الانتخابات وبالفعل أعلن الحميدي السبيعي قرار خوض الانتخابات بخمسة محامين حتى الآن.

وسيحدث قرار الحميدي السبيعي خوض الانتخابات بقائمة ثالثة جملة من التداعيات على قائمة المحامي، أهمها دراسة قائمة المحامي لخيارات عملية الانتخابات المقبلة، وثانيا إمكانية عرض منصب الرئاسة مجددا للانتخاب على الرئيسين الحميدي السبيعي وجاسر الجدعي، وثالثا الشرخ الذي أحدثه خروج الحميدي السبيعي من قائمة المحامي وكثرة الاعتذارات التي جرت الأسبوع الماضي من عدد كبير من المرشحين عن عدم خوض الانتخابات مع قائمة المحامي في الانتخابات المقبلة.

مرشحو «المحامي»

وحسب المصادر في قائمة المحامي لـ"الجريدة" فإن القائمة اعتمدت حتى الآن أربعة أسماء فقط هم المحامي جاسر الجدعي والمحامي مشعل النمش بعد اعتذار المحامية نضال الحميدان والمحامي محمد خريبط والمحامي مبارك الخشاب ولم يحسم المحامي فاضل الجميلي قرار الانضمام الى الترشح مع القائمة حتى الآن، كما لم تحسم المحامية عنادل المطر هي الأخرى، وحسب مصادر في لجنة الاختيار بقائمة المحامي قرار الترشح، كما تدرس القائمة حسب المصادر اعتماد اسم المحامي علي جوهر ضمن قائمة المرشحين، كما أكدت المصادر انتهاء القائمة من منصب الرئيس واعتمادها اسم المحامي جاسر الجدعي، وأنها ترى في اختياره نهجا جديدا ستعمل على تحقيقه في الدورة المقبلة خصوصا للخبرة التي يمتلكها الجدعي، وسيتمكن من توظيفها في مجلس إدارة جمعية المحامين المقبل.

ثلاث قضايا

وبعيدا عن تداعيات خوض الحميدي السبيعي الانتخابات بقائمة ثالثة فإن مصادر قريبة منه أكدت ثلاث قضايا مهمة، الأولى هي أن عودته الى القائمة باتت مستحيلة، خصوصا أن القرار لم يعد مملوكا للحميدي، وإنما القرار خاص به وبمجاميعه الانتخابية، والأمر الثاني هو عدم إمكانية انضمام قائمة المحامي الحميدي السبيعي مع أي قائمة أخرى وأن هدف قائمة الحميدي السبيعي هي استقطاب عناصر جديدة من كل القوائم التي تخوض العملية الانتخابية وتؤمن بفكرة التجديد والتطويروالابتعاد عن فكرة التبعية والانفراد بالقرارات، بينما القضية الثالثة والأخيرة فهي تركيز قائمة الحميدي على المرحلة الانتخابية المقبلة وانكشاف قائمة المحامي على جموع المحامين إزاء القرارات التي اتخذتها في منصب الرئيس وإبعاد الحميدي السبيعي عن المنصب، كما أبعدت قبله المحامي خالد الكندري قبل عام.

خريطة الانتخابات

وحسب المصادر القريبة من مجاميع الحميدي السبيعي فإن الأخيرة ستحرص في المرحلة المقبلة على إيصال رسالة الى قادة قائمة المحامي الحاليين ومتخذي قرار إبعاد الحميدي السبيعي مفادها من هو الحميدي السبيعي وماذا يمثل على خريطة انتخابات جمعية المحامين الكويتية من ثقل قد يكلف قائمة المحامي ثمنا كبيرا من عدم حصد أي مقعد من مقاعد مجلس إدارة جمعية المحامين المقبل، خصوصا أن مجاميع الحميدي السبيعي لعبت دورا أساسيا وحيويا في الانتخابات الماضية وكانت أحد الأسباب الرئيسية وراء نجاح القائمة بخمسة مقاعد تمثل الأغلبية.

عودة عمر العيسى

وحسب أوساط انتخابية فإن الفرصة الوحيدة التي من خلالها ستتمكن قائمة المحامي العودة بصفوف القائمة مرة أخرى وإحراج مجاميع الحميدي السبيعي وربما خصومها هو السير في خط واحد لا ثاني له، وهو العودة بالرئيس السابق للقائمة والحالي للجمعية كرئيس توافقي الرئيس عمر العيسى، على الرغم من معارضته العودة الى منصب الرئاسة، وبعودته كرئيس والحميدي السبيعي كنائب رئيس مع إعطاء الحميدي السبيعي وعود حقيقية بتولي منصب الرئاسة الفترة المقبلة من بعدها ستتمكن قائمة المحامي على الأقل من "لحام" الشرخ الذي أصاب القائمة خلال الأيام الماضية، وإلا فإن التكاليف ستكون باهظة الثمن، خصوصا أن قائمة المحامين التي يترأس قيادتها المحامي خالد الكندري استطاعت خلال الأيام الماضية ترتيب صفوفها الداخلية وبدأت مرحلة العمل الانتخابي، في حين مازالت قائمة المحامي تحاول لملمة الأوضاع الداخلية للقائمة، وبدأ الرئيس المكلف للقائمة جاسر الجدعي ببذل مساعٍ كبيرة في عقد اجتماعات متواصلة لمواجهة المرحلة الانتخابية بسيناريوهاتها المتعددة.

القائمة الثالثة

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة اختلافا في المواقف من عدد من المنتمين الى قائمة المحامي وإعلان عدد منهم التأييد للقائمة التي يعكف الحميدي السبيعي على إعدادها وسط تكتم شديد للإعلان عن أسماء المحامين المنتمين إليها خشية الضغط عليهم في الوقت الحالي، خصوصا أن أمر الإعلان عن جميع الأعضاء يخضع لتكتيك انتخابي تعكف قائمة الحميدي على تطبيقه في الانتخابات المقبلة.

قائمة المحامين

أخيرا تخدم الأوضاع، التي تعيشها قائمة المحامي وتداعياتها بظهور قائمة الحميدي السبيعي، قائمة المحامين التي يترأسها المحامي خالد الكندري جيدا، وتجعل فرصة الاستحواذ على مجلس إدارة جمعية المحامين الكويتية المقبل أمرا مطروحا لها وبقوة، إزاء الشروخ التي تعانيها قائمة المحامي، والتي ستنعكس بالتأكيد على أدائها في انتخابات جمعية المحامين المقبلة، ما لم تلملم خلافاتها وتتمكن من توحيد صفوفها الداخلية وإظهار نفسها أمام الغير بمظهر المتماسك، وإلا فستكون الأيام المقبلة قاسية عليها.