عندما تتحدث وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن دولةٍ فلسطينية مستقلة قابلة للحياة (على أسس 1967) فإنها تقترب من المطلب الفلسطيني بضرورة أن تكون هناك مرجعية للمفاوضات قبل استئنافها، وأن هذه المرجعية هي حدود الرابع من يونيو عام 1967، لكن يبقى، حتى يصبح من الممكن القول إن عقدة رئيسية قد حُلَّت وإنه غداً بالإمكان استئناف هذه المفاوضات، أنه لابد من أن يتحلى الأميركيون بالمزيد من الشجاعة والوضوح وإعلان أنَّ ما ينطبق على الضفة الغربية ينطبق حتماً على القدس الشرقية.

Ad

والمعروف أن الفلسطينيين، ويؤيدهم العرب في ذلك، يؤكدون، وليسوا يشترطون، ضرورة وقف الاستيطان قبل انطلاق المفاوضات المتوقفة، وهذا بالإمكان اعتباره متحققاً إن تحلَّى الأميركيون بموقف أكثر وضوحاً تجاه مرجعية التفاوض المطلوبة وتجاه أن ينطبق على القدس الشرقية كل ما ينطبق على الضفة الغربية التي يجب النصُّ على أنها هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة وفقاً لقرار دول الاتحاد الأوروبي الأخير الذي أكد أن هذه المدينة يجب أن تكون عاصمة لدولتين، أي دولة فلسطين المنشودة ودولة إسرائيل.

جيِّدٌ، وبالإمكان النظر إليه بجديَِّة، أن تقول وزيرة الخارجية الأميركية إن المجتمع الدولي سيتقدم بضمانات للفلسطينيين بمجرد استئناف هذه المفاوضات تحدد عناصر الحل الذي يجب أن يؤدي إلى قيام دولتين، أي دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية، لكن ما ينتظر الفلسطينيون والعرب سماعه من هيلاري كلينتون ومن جورج ميتشل هو أنه على بنيامين نتنياهو أن يتوقف عن إطلاق تصريحاته الاستفزازية حول القدس الشرقية وحول حكاية ضرورة الاعتراف بإسرائيل على أنها الدولة العبرية.

إن الحديث عن ضرورة استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، وهكذا بدون تحديد ودون الإشارة إلى أن الإسرائيليين هم الذين يعترضون انطلاق عملية السلام بالشروط المسبقة، يجعل هذا الإبهام لمصلحة الجانب الإسرائيلي، ويجعل محمود عباس (أبومازن) أكثر تمسكاً بضرورة وقف الاستيطان بكل أشكاله، وبضرورة النص نصّاً صريحاً على أن حدود الرابع من يونيو 1967 هي مرجعية العملية السلمية، وأنها بالضرورة يجب أن تشمل القدس الشرقية.

في كل الأحوال إنها خطوة مهمة، هذه التي أقدم عليها الأميركيون، وإنه يجب على العرب، وعلى الأقل المعنيين منهم، المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، أن يتعاملوا مع هذه الخطوة بكل جدية، ثم إنه على الأشقاء الفلسطينيين أن يتحاشوا المواقف «الاستنكافية» وبخاصة في هذه المرحلة، وفي هذا الوقت بالذات، إذ باتت قضيتهم تحظى بكل هذا الدعم الدولي، إن على صعيد الرأي العام الشعبي وإن على صعيد المواقف الرسمية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة