دول التعاون والدبلوماسية الاقتصادية (1)


نشر في 14-07-2009
آخر تحديث 14-07-2009 | 00:00
 د. ندى سليمان المطوع منذ أن أقر المجلس الوزاري لدول التعاون مبدأ الدخول في مفاوضات مباشرة بين دول المجلس، والمجموعات الاقتصادية الدولية كالمجموعة الأوروبية واليابان والصين والولايات المتحدة، وقررت الدول تشكيل فريق تفاوضي من الخبراء لمساعدة الأمانة العامة في اتصالها مع المجموعات الاقتصادية بالتنسيق مع دول المجلس، وبرئاسة المنسق العام للمفاوضات... وحتى يومنا هذا، يستمر المجلس في عملية رسم سياسات التفاوض مع الدول المعنية. وبتزايد قوى العولمة وتحرير الاقتصاد وتزايد الجهود الرامية إلى تحويل مسار السياسة إلى الاقتصاد، برزت الحاجة إلى تخطيط ورسم لاستراتيجية متجددة للدبلوماسية الاقتصادية، وذلك لاستمرار دول التعاون في التمسك بالنهج المتفق عليه ضمن الاتفاقية الاقتصادية، وأصبح الوقت مناسباً لتقوية المسار التفاوضي والقدرات التنافسية في الأسواق العالمية. 

أقول ذلك بعد متابعتي الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي بين دول التعاون وتركيا يوم الأربعاء 8 يوليو 2009، الذي عقد في مدينة إسطنبول، برئاسة وزير الخارجية العماني رئيس الدورة الحالية، وعن الجانب التركي وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو، ولا يغيب عن المتابع للشأن الخليجي ذلك الاهتمام بتعزيز العلاقات الخليجية-التركية عام 2004 عبر اتفاقية إطارية للتعاون الاقتصادي تم توقيعها في مملكة البحرين وأثناء رئاستها الدورية لمجلس التعاون. 

وضمن سلسلة اتفاقيات بين الطرفين في إطار التجارة الحرة عام 2005، واجتماع في الأمانة العامة في الرياض عام 2005، والثالث في أنقرة عام 2006 والاجتماع الرابع في إسطنبول، ومن المقرر عقد الاجتماع الخامس في الكويت في العام القادم، إذ ستتسلم الكويت رئاسة منظومة التعاون في نهاية هذا العام، تترقب دول الخليج التجديد والتحديث الكويتي لمفاهيم الدبلوماسية الاقتصادية. 

وعودة إلى الاجتماع الوزاري هذا العام، والنقاط الرئيسية التي جاءت من خلال البيان الختامي... التي ابتدأت بالحاجة إلى تفعيل اللجنة المشتركة بين دول الخليج وتركيا، تلتها السياحة الخليجية المتدفقة بنسب متزايدة إلى تركيا، ثم الأمن الغذائي الذي يشكل شعاراً مشتركاً لأغلب المؤتمرات الاقتصادية، تلتها الاستثمارات المتبادلة في مجالات حيوية كالطاقة والغاز والطاقة المتجددة والثروات المعدنية والسعي إلى إيجاد طرق ربط دول الخليج بقارة أوروبا عبر تركيا، وذلك باستخدام السكك الحديدية التي من المقرر أن تربط دول الخليج بآسيا الصغرى، وتطرق البيان إلى التعاون في المجال العسكري والدفاعي والأمني وتوحيد الجهود في مكافحة المخدرات، بالإضافة إلى البرامج التدريبية التي ستشمل الدبلوماسيين من دول الخليج وتركيا، وهو الأمر الذي يجب أن تراهن عليه دول الخليج في الوقت الحالي لتطوير قدرات الدبلوماسيين لإدارة التفاوض مع الشركاء الاقتصاديين (آسيان)، ونيوزيلندا، وأستراليا، واليابان، ودول رابطة الأفتا الأوروبية ودول الميركسور، وغيرها... والبقية الأسبوع القادم. 

كلمة أخيرة... أطربت فرقة «عبدالحليم نويرة» المصرية حضور مهرجان القرين بأغاني أم كلثوم ومحمد فوزي وألحان «أيام زمان»، وأدرك وقتها الحضور أن الأصوات الجميلة تنفذ إلى القلب دون الحاجة إلى البهرجة والصخب... وشارك السفير المصري طاهر فرحات وحرمه الحضور استمتاعهم بالفن الأصيل. 

كلمة أخرى... أهمسها في أذن وزيرة التربية، وهي أن بعض آلات التصوير الضوئي المستخدمة لتصوير الأوراق والمذكرات تحتوي على برنامج إلكتروني يحتفظ بنسخ من الأوراق المصورة... وقد يستغلها البعض في الاحتفاظ بنسخ من الاختبارات.

back to top