لاقى إقرار الحكومة اللبنانية اعتماد النسبية في الانتخابات البلدية المقبلة ارتياحاً سياسياً واسعاً، عكسته المواقف الصادرة أمس. وبينما شهدت بيروت حركة دبلوماسية ناشطة أبرزها للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي جال مستطلعاً موقف لبنان من المشاركة في القمة العربية في ليبيا، تتجه الأنظار إلى الزيارة التي يُزمِع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون القيام بها لمنطقة الشوف.

Ad

أبدى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ارتياحه أمس إلى إقرار الإصلاحات في قانون الانتخابات البلدية، لاسيما اعتماد النسبية، معتبراً أنها "تشكل خطوة في مسيرة الألف ميل الإصلاحية ونهجاً نوعياً يقتضي متابعته بعزم ومن دون ملل للبدء بالإصلاح ووضع آلية للتعيينات الإدارية، التي هي الملف الملح في إطلاق هذه الورشة". وإذ أمل أن "تتوّج هذه الإصلاحات في القريب العاجل بإقرارها في مجلس النواب"، اعتبر أنها "خطوة تأسيسية تصلح للتطبيق في قانون الانتخابات النيابية".

وعلى الرغم من بعض المآخذ السياسية على اعتماد النسبية في غياب النظام الأكثري، وتخوف بعض القوى السياسية من آثار سلبية لتطبيقها على صعيد بعض البلديات، إلا ان إقرارها لاقى سلسلة ردود مرحّبة، انطلاقاً من تأمينها للتمثيل العادل والمتوازن، وباعتبارها مع ما تمّ إقراره من بنود سابقة رفعت منسوب الإصلاح في قانون الانتخابات البلدية مقارنة مع القانون القديم. وفي هذا الإطار، وضع رئيس الحكومة سعد الحريري الإصلاحات التي تم إقرارها في سياق "تفعيل وتعزيز دور البلديات للقيام بالمهمات المطلوبة منها في التنمية والاهتمام بحاجات المواطنين"، مؤكداً أن "ما حصل يبرهن على التزام الحكومة تنفيذَ ما ورد في بيانها الوزاري لجهة استكمال الإجراءات للإعداد للانتخابات البلدية والاختيارية".

في موازاة ذلك، انشغل الرؤساء اللبنانيون الثلاثة بحركة دبلوماسية عربية ودولية على أكثر من مستوى، ففي حين جال وزير الشؤون الأوروبية والخارجية النمساوي مايكل سبيندلغر، مستطلعاً الوضع في الشرق الأوسط وآفاق عملية السلام في المنطقة وكيفية التعاون بين البلدين في مجلس الأمن، أكد وزير خارجية التشيك يان كوهوت، في بيروت، أن موقف بلاده هو احترام قرارات مجلس الأمن الدولي، وتعويلها على المفاوضات كالحل الأوحد لكل المشاكل، بعيداً عن أي تصعيد.

وتصدّرت مشاركة لبنان في القمة العربية في ليبيا تحرك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بيروت، حيث شدد، في سلسلة مواقف أطلقها بعد لقائه الرؤساء اللبنانيين الثلاثة، على أن "مشاركة لبنان مسألة ضرورية بالمستوى الرفيع أو المستوى المسؤول، لأن الأوضاع حادة وخطيرة في المنطقة، ومنها مواضيع تتعلق بلبنان بذاته، إضافة إلى العنصر المهم الذي طرأ على الموقف وهو أن لبنان عضو في مجلس الأمن وعليه مسؤوليات كبيرة في تمثيل المجموعة العربية وتمثيل الجامعة العربية في مجلس الأمن، الذي قد نضطر للذهاب إليه بناء على العناصر والاجتماعات العربية على المستويات كافة، ومنها مستوى القمة وما سوف تقرره".

وأكد موسى مشاركة لبنان في القمة، تاركاً للحكومة اللبنانية أن تتخذ قرارها في شأن مستوى التمثيل وسواها من الأمور. وعن إمكانية توسّط الجامعة العربية مع القيادة الليبية لكشف مصير الإمام موسى الصدر، أوضح موسى أن مناقشة الموضوع "عبر وضعه على أجندة النقاش الإعلامي قد لا يكون مفيداً". وعلى خلفية التهديدات الإسرائيلية، دعا موسى الى "التحسب والحذر في المنطقة كلها، لأن المنطقة تقف على سقف من صفيح ساخن وواجب الحذر"، معتبراً أن "من أهم عناصر القوة العربية هي أن نجلس معا وندرس هذا الموقف ونقوم بالاتصالات اللازمة ونحدد موقفنا من الآن لمثل هذه الاحتمالات، التي تظل في إطار الاحتمالات".

وعلى خلفية التهديدات الإسرائيلية للبنان، جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال اتصال هاتفي أجراه بالرئيس سليمان، وقوف إيران الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات وعلى كل المستويات في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة. وشكر الرئيس سليمان لنظيره الإيراني اتصاله وعاطفته، مشددا على أن هذه التهديدات "تواجه بتعزيز الوحدة الوطنية والجاهزية العسكرية وتضافر القدرات الوطنية لصد أي اعتداء".

إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون برنامج زيارته غداً الى المختارة، مترئسا لوفد من نواب التكتل ومسؤولين من "التيار الوطني الحر"، تلبية لدعوة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط. ومن المقرر أن يضع عون، قبل زيارته قصر المختارة، أكاليل من الزهر على أضرحة كل من الرئيس الراحل كميل شمعون والشهداء داني شمعون وأفراد عائلته، ويلبي دعوات كنسية للقاءات شعبية في دير القمر وبيت الدين.

وعلى خلفية ما أثير حول استئجار "حزب الله" قاعة مدرسة الحكمة في الجديدة، شرق بيروت، من أجل تنظيم احتفال عن الحوار المسيحي- الإسلامي، تبين لاحقاً أنه احتفال لـ"حزب الله" في ذكرى شهدائه، شنّ عضو المكتب السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب هجوماً عنيفاً على القوات اللبنانية، معتبراً أنها "تريد استغلال هذا الموضوع"، متهماً إياها بأن عملها "هو أن تحرك العصبية الطائفية حتى تقوى". وأشار إلى أن "الكلام عن إشكالات في المنطقة وكأن هناك خط تماس غير صحيح".