يوم الخميس الماضي قرأت الخبر الذي نشرته جريدة "القبس" في صفحتها الأولى عن نية وزيرة التربية د. موضي الحمود التجديد لمدير الجامعة د. عبدالله الفهيد لمدة سنة واحدة بعد انقضاء مدة شغله للمنصب التي تنتهي في شهر سبتمبر المقبل. مبرر التجديد كما يقول الخبر هو إتاحة الفرصة للإدارة الجامعية الحالية بالإشراف على تنفيذ مشروع جامعة الشدادية الذي تم توقيعه قبل أيام. قد يقول قائل وما الغرابة في هذا الخبر؟ فمن المنطقي أن يكافأ الشخص على الإنجاز الذي حققه، وأقل مكافأة هي التجديد له لإكمال ما بدأه. هذا الكلام صحيح عندما يكون توقيع العقد بحد ذاته إنجازاً، فما بالك إذا كان توقيع عقد إنشاء الجامعة كان يفترض أن يتم قبل خمس سنوات، بعد أن أقر مجلس الأمة إنشاء الجامعة الجديدة  في عام 2004، في الوقت الذي يشتكي أمين عام الجامعة د. أنور اليتامى من عدم قدرة الجامعة الحالية على استيعاب مزيد من الطلاب، فهل توقيع عقد إنشاء الجامعة بعد تأخير خمس سنوات يعد إنجازاً يستحق المكافأة يا دكتورة موضي أم هو فشل يستدعي المساءلة؟!

Ad

الأدهى من ذلك أن تأخير تنفيذ المشروع من قبل الإدارة الجامعية أدى إلى تضاعف قيمة تكلفة المشروع بأكثر من مليار ومئتي مليون دولار، فهل التسبب في إهدار أكثر من مليار دولار من المال العام يعد إنجازاً يستحق المكافأة يا دكتورة موضي أم فشلاً يستحق التحقيق والمساءلة؟! المضحك المبكي أن مدير الجامعة د. الفهيد يفتخر في حفل توقيع عقد المشروع بأن هذا "الإنجاز" يعد رد على كل المشككين بكفاءة الإدارة الجامعية، بل يهاجم المنتقدين لتأخر المشروع بالقول إن " الجميع لا يعلمون أن التنفيذ يحتاج إلى تصميم بطريقة متأنية من دون أي أخطاء ينتج عنها أوامر تغييرية مكلفة، مضيفا أنها بداية الألف ميل، خصوصاً ونحن نؤمن بأننا متى بدأنا سوف ننتهي". أي تخطيط هذا الذي يحتاج إلى خمس سنوات من ضمن المدة الكلية للمشروع وهي عشر سنوات؟ وعن أي أوامر تغييرية يمكن تجنبها وما طلبته الجامعة كزيادة على الميزانية المعتمدة ما يقرب من 400 مليون دينار؟! هل الإدارة التي تتكلم بهذا المنطق وبهذه العقلية تستحق المكافأة لها بالتجديد يا د. موضي أم إدارة يجب أن ترحل في أسرع ما يمكن؟! وإذا كان التجديد للإدارة الحالية هو للإشراف على المشروع فمعنى ذلك أنه سيتم التجديد لها لخمس سنوات قادمة، ولكن ربما أن التمديد لسنة واحدة فقط هو لإتاحة الفرصة لكي يكون المدير القادم الذي تريده الوزيرة جاهزاً.

لو لم يكن من أخطاء و"بلاوي" الإدارة الجامعية إلا فضيحة مشروع الشدادية لكفى، فما بالك وأخطاء الإدارة الجامعية أكثر من أن تحصى وأفدح من أن يسكت عنها. تعودنا في الكويت السكوت عن المخطئ ومسامحة المتجاوز والمقصر، لكن العجب العجاب أن يتم مكافأة المخطئ على خطئه، ولكن ما عشت أراك الدهر عجباً. الكثيرون كانوا يعولون على د. موضي الحمود في إصلاح وضع الجامعة المتردي، لكن مباركة د. موضي للواقع المزري للجامعة في ظل الإدارة الحالية جعلتهم يصابون بالإحباط.

الإدارة الحالية لا يجوز أن تستمر في إدارة الجامعة، خصوصاً في مشروع إنشاء المدينة الجامعية لأن هناك علامات استفهام كبيرة حول وجود مصالح مباشرة وغير مباشرة لعدد من أعضاء الإدارة الجامعية الحالية في المشروع، وفوق ذلك فإن مدير الجامعة غير قادر على ممارسة عمله نظراً لأن حالته الصحية لا تسمح له بإدارة مؤسسة بحجم الجامعة، وهي حقيقة واضحة للعيان. سمو رئيس الوزراء يؤكد دائماً الشفافية والإنجاز، فأين هو من المهازل التي تحدث في أروقة الجامعة خصوصاً أنه تم تسليمه ملفاً متضخماً بتجاوزات الجامعة؟

تعليق: طوال الأعوام الأربعة السابقة وقفت جمعية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ضد الإدارة الجامعية، ولم تترك عيباً إلا وقالته في هذه الإدارة، فلماذا لم نسمع للجمعية تعليقاً أو موقفاً حيال خبر التجديد لمدير الجامعة؟

وأيضاً كلمة للنائب حسن جوهر المتبني للقضايا التعليمية نقول متى تتحرك يا بو مهدي؟ فمنذ أربع سنوات وأنت تسأل وتنتقد وتهدد وتتوعد دون أن تفعل شيئاً حتى لم يعد أحد يصدق أنك ستفعل... فليتك تفعل أو أمرنا وأمرك إلى الله.