لقد رحل عادل القصار، والكثير من الناس يحملون له الود والمحبة والتقدير والاحترام، والناس شهود الله في أرضه. رحم الله أبا فيصل وألحقه بالصالحين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، وأحسن الله عزاء ذويه وعظم أجرهم في فقده وجعل نسله خير خلف لخير سلف.

Ad

ليس من حقيقة أصعب على النفس من حقيقة الموت، وهو أشد ما يكون وقعا في النفس واعتصارا للقلب عندما يكون الراحل ممن نحمل لهم ذكرى كريمة، وممن تقاطعت دروبنا مع دروبهم في لحظات طيبة. وحين يغيب الموت أحدا من هؤلاء، فلا يمكن لأي من الكلمات أن تقول ما تريد النفس قوله، ولا ملجأ إلا لقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون».

نعم، لقد رحل عن هذه الفانية زميلنا الكاتب عادل القصار، والذي كان يكتب لسنوات طويلة في الزميلة «القبس»، زاوية اسمها «بين الاتجاهات»، دأب على ختامها بعبارته الشهيرة «فهل من مدكر».

عرفت أبا فيصل كاتبا في «القبس»، حيث كنت أقرأ له، ثم شاءت الأقدار أن أصبح زميلا له يوم دخلت عالم الكتابة الصحفية، فتعلمت من مقالاته وأسلوبه السهل المباشر، ثم زاملته على هامش بعض النشاطات المجتمعية المرتبطة بالشأن العام والدور المفترض على الكاتب الصحفي تجاهها، فرأيت فيه نعم الرجل الحريص على مجتمعه ووطنه، ونعم الكاتب الحريص على صدق الكلمة وحرية الرأي. اتفقت معه كثيرا، وربما اختلفت معه أكثر، ولكنه كان دائما حييا طيب النفس، متقبلا للاختلاف الموضوعي، حريصا على الاستماع لآراء الآخرين.

لقد رحل عادل القصار، والكثير من الناس يحملون له الود والمحبة والتقدير والاحترام، والناس شهود الله في أرضه. رحم الله أبا فيصل وألحقه بالصالحين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، وأحسن الله عزاء ذويه وعظم أجرهم في فقده وجعل نسله خير خلف لخير سلف.