أوباما بين الإشادة والهدوء والحذر
«من جامعة القاهرة ومهد الحضارات... مصرسمعنا أوباما بيقول خطاب... العصر
ويا عربي، ياللي واقف تتفرج من... بعيددي رسالة تفهمها وتستفيد». كلمات حماسية وخفيفة الظل تغنى بها المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، ترحيبا بزيارة الرئيس الأميركي أوباما إلى القاهرة قبل عدة أيام، وإلقاء خطابه الشهير من منبر الجامعة الذي تناول فيه المرتكزات الجديدة للسياسة الخارجية الأميركية عبر القوة الناعمة والدبلوماسية الواقعية، في تناول للقضايا من منظور جديد، كتحويل مبادرة السلام إلى خطوات عملية، وافتراض حسن النوايا النووية الإيرانية، والترويج لسلاح التعليم، وعلى الأخص التعليم الإلكتروني لما له من أهمية في التقريب بين الثقافات، وطرح مفاهيم شبابية للتنمية الاقتصادية، واستراتيجية جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة ومسلمي العالم أجمع، بالإضافة إلى مساعدة العراق على بناء مستقبل أفضل دون قواعد عسكرية والإشادة بنساء الدول الإسلامية اللاتي تسلقن سلم السلطة التنفيذية والتشريعية دون عون أو ضغط.وعودة إلى كلمات شعبولا التي لم تكن وحدها متصدرة الصحف والمواقع الإلكترونية، فكلمات مقتدى الصدر أوضحت رؤيته للخطاب، أنه أسلوب جديد لإرغام العالم بالمطالبة ببداية جديدة، ومصريون أشادوا بالكلمة التاريخية على الرغم من اعتراض البعض تجنبه الحديث عن الديمقراطية، أما الفلسطينيون فأملهم يكمن في ترجمة مضمون الخطاب إلى العالم الإسلامي بخطوات عملية، و«حماس» اعتبرت أن الخطاب يحوي الكثير من المتناقضات وإن كان يحمل تغييرا ملموسا على حد تعبيرهم، أما إسرائيل، فقد عبر بيان الرئاسة عن أملها أن يؤدي الخطاب إلى مصالحة جديدة بين العالمين العربي والإسلامي واليمين الإسرائيلي المتطرف. وتناولت الصحافة الخطاب بالحذر والحيطة، فاعتبرت مقالة في إحدى الصحف الإسرائيلية أوباما ساحرا يبيع الأحلام والأوهام، واتهمته أخرى بإفشال ما أسمته بمشروع الطوق العربي العازل لإيران، أما «نيويورك تايمز» فوصفت الخطاب برسالة التخلي عن الماضي والبداية الجديدة للعلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة، والتخلص من سنوات الشك والخلاف، ورغم انتقاد المحافظين للخطاب بحجة جعله الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وكأنها تستسلم للأنظمة العربية القمعية على حد تعبيرهم.وأخيراً وبعد الجولة في كلمات الرسالة الأميركية ووقعها على صحافة المنطقة، تبقى دول الخليج التي تابعت صحافتها بدورها كلمات أوباما بهدوء، وقد يعود ذلك إلى سعي الخطاب لتقليل أهمية النفط والغاز كموارد كانت العلاقات الدولية تنسج حولها في الماضي، أو لخلوه من الإشادة بوصول المرأة الكويتية إلى البرلمان عبر الاقتراع الحر، أو لاستعادة الجارة إيران ثقتها بالتداول النووي، أو للتراجع الأميركي عن تأييده لحربه الخاصة بتحرير العراق عام 2003، ومن يدري لعل الهدوء الخليجي قراءة متأنية للأحداث المستجدة وإعادة ترتيب للأولويات.كلمة أخيرة: شابة قررت اقتحام مجال المشاريع الصغيرة، فاقترضت من البنك الصناعي مبلغا ابتدأت به مشروعا مربحا، ثم اختارت عبر مؤسسة مصرفية إسلامية موقعا تجاريا، واليوم تفاجأ الشابة بإلغاء عقد الإيجار وذلك لأن متجرها الصغير نافس «هامورا» من الهوامير ولا عزاء للمنتج الوطني. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء