أكد د. حسين الداود أهمية نظرية التطور للعالم الإنكليزي تشارلز داروين في علم الوراثة، مشيراً إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت صحة الاستنتاجات العلمية المتعلقة بوجود قواسم مشتركة في الجينات الوراثية لبعض الكائنات الحية، لافتاً إلى تواضع إمكانات البحث العلمي.
احتضنت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، مساء أمس الأول، جلسة تُعنى بعلم الوراثة بعنوان «داروين والتطور"، تحدث خلالها د. حسين الداود، مقدما شرحا مفصلا عن المراحل التي مرت فيها نظرية التطور للعالم داروين وساهمت في تشكيل الركائز الأساسية لعلم الوراثة، مركزا على دور الكنيسة في دعم بعض الاكتشافات الفريدة التي تخدم مصالحها، وأدار الجلسة وقدم لها فيصل الصايغ.في مستهل حديثه اشار الداود إلى ضرورة الفصل بين نتائج الاكتشافات العلمية والمعتقدات الدينية، معتبراً أن البحث العلمي يعتمد على حقائق واضحة وأسس دقيقة، وقارن بين داروين وابراهام لينكولن، مبيناً أن الأخير وضع قوانين للحرية في بلاده كما ألغى قوانين العبودية ومنح حقوق المواطنة الكاملة للسود في الولايات المتحدة الأميركية، ومن أبرز نتائج هذه الأمور وصول الرئيس باراك أوباما إلى سدة الرئاسة خلال الدورة الحالية، بينما داروين وضع الأسس لآلية علم التطور.«أصل الأنواع»كما تحدث الداود عن كتاب أصل الأنواع الذي ألفه داروين بعد عشرين عاماً لرحلته البحرية على ظهر سفينة بيجل التي زار خلالها مجموعة مناطق متفرقة، قائلاً: "مع نشر مؤلفه (أصل الأنواع)، وضع بنظرية التطور اللبنة الأولى لعلم الأحياء المعاصر والأساس لتقنيات الجينات والأبحاث المهتمة بهذا الجانب، وأثبتت تقنيات الجينات الحديثة أن داروين كان محقا، لذلك يعتبره الباحث الكبير جيمس واطسون أحد مكتشفي الحمض النووي، أنه أعظم شخص على الإطلاق".ثم انتقل إلى الحديث عن الفرق بين نظرية داروين والعالم الآخر ألفرد والاس، مبيناً أن والاس يعتمد في نظرياته على القوى الروحانية، بينما يتجرد البحث العلمي عند داروين من هذه الأمور التي ربما تصطدم مع بعض المعتقدات.كما أوضح المحاضر أن ثمة نظريات أخرى تتقاطع مع ما ذهب إليه داروين، بينما دعا فريق آخر إلى التشكيك في صحة نظرية التطور، إذ قدم الباحثون والعلماء أدلة تؤكد صحة نظرياتهم وتفند ادعاءات داروين، حسب وجهة نظرهم.علم الوراثة والتاريخواستطرد الداود متحدثاً عن موقف الكنيسة من اكتشافات داروين التي قدمت نتائج مذهلة في علم الوراثة والتاريخ، مشيراً إلى أن كتاب أصل الأنواع أثار جدلاً واسعاً في تلك الفترة، فانقسمت الآراء حول نظرية التطور، إذ يرى معارضو النظرية أنه يجب عدم التسليم بصحة ما يقوله داروين، رافضين مسألة الأصل المشترك للإنسان مع القردة، بينما تؤمن الفئة الأخرى بصحة النظرية والاستدلالات التي توصل إليها داروين.لمحة ذاتيةولد داروين في إنكلترا في 12 فبراير 1809، وتوفي في 19 أبريل 1882، وهو عالم تاريخ طبيعي بريطاني اكتسب شهرته كواضع لنظرية التطور، بدأ اهتمامه بالتاريخ الطبيعي أثناء دراسته الطب في الجامعة. ومع إدراكه ردّة الفعل الذي يمكن أن تحدثه هذه النظرية، لم يصرّح داروين بنظريته في البداية إلا لأصدقائه المقربين، بينما تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة عن الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته.وفي عام 1858 بلغ داروين أن هناك رجلا آخر هو ألفرد والاس يعمل على نظرية مشابهة لنظريته، فأُجبر على نشر نتائج بحثه.صدر كتاب داروين بعنوان أصل الأنواع في عام 1895، الذي كان بمنزلة نقطة البداية في دخول فكرة الأصل المشترك للكائنات لتفسير التنوع في الطبيعة في المجتمع العلمي.دفن داروين في كاثدرائية وستمنستر آبي في لندن إلى جانب كل من وليم هرتشل وإسحق نيوتن، تكريما لتميّزه في هذا المجال.
توابل
الداود: الدراسات الحديثة أثبتت صحة نظرية التطور
04-03-2010