في موقف سبقته مواقف، وحديث سبقته أحاديث، من القلب وإلى القلب، سرقت كلمات سمو الأمير مرة أخرى الأضواء والاهتمام من خلال النطق السامي، في أثناء افتتاح دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثالث عشر لمجلس الأمة، حيث وجه سموه حديثه إلى الشعب الكويتي مباشرة معلنا الحاجة إلى تفعيل «إرادة التغيير» واعتماد نهج جديد يواجه تراكمات ثقيلة أفرزتها التجارب السابقة.

Ad

وارتأى سموه أن ينتهج مبدأ المعالجة المنهجية لمسيرة العمل الوطني، فتحدث عن شعوره من خلال متابعته الشخصية لهذه المسيرة، مشيرا إلى الملفات التي تشكل أساساً ومصدراً لما تشهده البلاد من اختلال وأزمات، عرقلت في السابق مشاريع عديدة، ثم تحدث سموه عن ملفات المشروع التنموي الإصلاحي الذي يراه محققا للنقلة النوعية المطلوبة في هذه المرحلة.

أول تلك الملفات، ملف الوحدة الوطنية وحمايتها من مظاهر الفرقة والتشتت والفتن، ثم ملف تطبيق القوانين والانتقال به من مرحلة الشعارات، إلى مرحلة التطبيق الفعلي الجاد، الذي يجسد العدالة والمساواة وسيادة القانون، ويتلوها ملف العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتطوير العلاقة بينهما فيما يعالج العثرات والاختناقات التي تعرقل مسيرة العمل الوطني، وآخر تلك الملفات ملف تصحيح المسار الإعلامي بمختلف مؤسساته وأدواته.

ودعا سموه من خلال تلك القضايا المهمة إلى تجديد الخطاب السياسي، وتبني رؤية جديدة للعمل الوطني تقوم على استشراف المستقبل والتطلع نحو العالمية والتمسك بالحضارة.

بعدها جاء الخطاب الأميري الذي تلاه سمو رئيس الوزراء مكملا لمنهجية العلاج، وداعيا إلى ترسيخ العمل بين السلطتين كشرط للأداء والإنتاجية ومعلنا إصرار الحكومة على صياغة برنامجها للفترة المقبلة، من خلال خطة عمل وبرنامج تنموي يعكس رؤية الدولة حتى 2035، تحكمها جداول زمنية، مذكرا بجهود الحكومة المنجزة، في إنشاء صندوق لمعالجة أوضاع المتعثرين في سداد القروض الاستهلاكية، والسعي مستقبلا إلى توسيع قاعدة المستفيدين.

خلاصة الحديث: لا شك أن تطبيق رؤيا سمو الأمير ستضع حدا لحالة «الإرهاق السياسي» التي عانيناها جميعا، والمسار التصحيحي المنتظر لن يكتمل إلا بإعلان «الخطة الحكومية»، لكي لا تتراجع الجهود ونعود إلى مرحلة الاختناق في الحوار بين البرلمان والحكومة.

كلمة أخيرةشاب كويتي شق طريقة إلى المنصة أثناء احتفالية وصول المرأة إلى البرلمان التي أقامتها مؤسسة «تنامي»، وارتجل كلمات جميلة في حب الكويت، مبدياً اعتزازه بوصول المرأة الكويتية لعضوية المجلس، هذا المواطن الكويتي المحب لوطنه لم يكن إلا : «صباح ناصر صباح الأحمد».

 

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء