بعد الهدوء الذي شهدته الساحة السياسية في عطلة نهاية رأس السنة، من المتوقّع أن ينطلق الأسبوع بحراك سياسي على أكثر من مستوى، استهلّه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أمس باستكمال انعطافته السياسية المتوقع أن تؤدي به في الفترة المقبلة إلى العاصمة السورية.
استغلّت بعض الأطراف السياسية عطلة نهاية الأسبوع لإطلاق حركة سياسية، إذ استكمل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط حركة المصالحات السياسية التي بدأها في الفترة الأخيرة بزيارة قام بها إلى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب في دارته في الجاهلية، في حضور حشد سياسي متنوع. وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لتموضعه السياسي الأخير وممراً إجبارياً لطريقه الى العاصمة السورية، وعلى جدول أعماله في الأسبوع المقبل لقاء مصالحة مع "حزب الله" في الشويفات، ولقاء يجمعه برئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الرابية. وفي حين أعلن جنبلاط أنه "ينتظر الوقت المناسب له وللقيادة السورية للتوجه إلى دمشق"، كشف وهاب أنّ جنبلاط "سيزور سورية لأنّ لديه كل الجرأة على قول كلمة الحق، ولأن قلب سورية يتّسع لكل الأشقاء والإخوة".في موازاة ذلك، عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى بيروت فجر أمس، آتياً من العاصمة الفرنسية حيث أمضى إجازة خاصة والتقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأجرى معه جولة محادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة وآفاق الحلول السلمية المطروحة. ومن المتوقع أن يبدأ سليمان في الفترة المقبلة حراكاً سياسياً على أكثر من مستوى، تمهيداً لإطلاق ورشة الإصلاح من جهة والتحضير لطاولة الحوار.في الجاهلية، جمع لقاء المصالحة بين وهاب وجنبلاط حشداً سياسياً ضمّ ممثلين عن مختلف الأحزاب المنضوية تحت قوى "8 آذار"، إضافة الى حضور لافت للنائب نقولا فتوش والنائب نهاد المشنوق. وكشف جنبلاط في كلمةٍ ألقاها عن "رغبته في أن يزيل رواسب "7 آيار"، وتساءل: "أين كنا منذ عام أو عامين وأين أصبحنا؟ كانت السجالات والاعتصامات، وأصبحنا في جو الوفاق إذ تشكلت حكومة الوفاق الوطني"، مشيراً الى أن أفضل طريقة للعبور الى المستقبل هو الحوار".وآمل وهاب أن "يتحوّل التفاهم بين جنبلاط وبين السيّد نصرالله إلى تفاهم استراتيجي يدعم المقاومة ويحمي لبنان ومقاومته التي تزداد الحاجة إليها كل يوم بعد يوم"، منوّهاً بزيارة "الرئيس الحريري لدمشق التي يُمكن أن تؤسّس لعلاقة استراتيجية بين لبنان وسورية". وأكد أنه "ليس أحد أقرب منّا إلى العروبة وإلى فلسطين والقدس، وهذا الدور لم نخترعه نحن، إنما ورثناه ونحن حرّاس له ومؤتمنون عليه"، وقال: "سورية هي مكّتنا الثانية وهذا القول لك يا وليد بك".وعلى خلفية الاشتباك المسلّح الذي شهده مخيم عين الحلوة بين عناصر من حركة "فتح" وآخرين من مجموعة "جند الشام"، أوقع جريحاً أمس الأول، أعلن مسؤول حركة "فتح" في لبنان سلطان أبوالعينين أنّ "إجراءات اتُخذت لمنع تنظيم "القاعدة" من دخول المخيّمات الفلسطينية بعد تلقي معلومات عن سعي "جهات خارجية" إلى تصدير أصوليين إليها، وخصوصاً من العراق"، مشدداً على "أننا لن نكرر في مخيماتنا تجربة "فتح الإسلام" التي حصلت في شمال لبنان، ولن تكون بعد اليوم مخيّماتنا قاعدة لأحد أو مكاناً لتصفية مشاريع وحسابات دول لها مصلحة في إبقاء لبنان في دائرة الأزمة الدولية وخزّان الاضطراب في الشرق الأوسط". وأوضح أنّ الإجراءات "كفيلة بمنع تمركز أو وجود أي غريب يدخل عين الحلوة، وبتسليمه إلى الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة".وفي سياق أبرز المواقف السياسية الصادرة أمس، هاجم عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب هاني قبيسي رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، معتبراً أنه "لا يزال يعيش في عهد المتصرفية، بل في حدود المتصرفية الشمالية من جبل لبنان، وهو لا يستطيع أن يتجاوز هذه الحدود".
دوليات
جنبلاط يستكمل «انعطافته» بمصالحة وهاب
04-01-2010