الألفاظ التي أطلقها حسين القلاف خلال تصريحاته الأخيرة إثر خلافه مع النائب مبارك الوعلان، ألفاظ لا تليق بنائب يمثل الأمة، ولا تليق كذلك برجل دين معمم كسيد حسين القلاف.

Ad

حمار، كلب، أحمق، تافه، وما إلى ذلك من الأوصاف والتشبيهات التي وزعها القلاف يمنة ويسرة، تعكس وبكل وضوح عمق الأزمة «الأخلاقية» التي يعيشها نواب الأمة، والتي جاءت في إطارها الاتهامات والقدح المتبادل بين عادل الصرعاوي من جهة، ودميثير والخرينج وسعدون حماد من جهة أخرى، والتي لا نرفضها ونستهجنها فقط، بل نقول إنها كارثه أخلاقية لوثت أجواء قاعة عبدالله السالم، وهتكت نسيج المجتمع الكويتي.

القلاف وعند تبريره استخدام تلك المفردات النشاز، قال إنها وردت في القرآن الكريم، وهو تبرير مضحك، فيه إقحام لكلام الله سبحانه وتعالى في الخلافات الشخصية، فالخالق الكريم أورد تلك المصطلحات لضرب أمثلة لحالات معينة ومحدودة، أما القلاف فوصف بها خصومه، وكأنهم تجسيد لتلك المخلوقات، وهم الذين فضلهم الله عليها.

مؤسف جدا أن نستمع إلى هذا الطرح اللاأخلاقي من شخص معمم، يقول إن أصوله تعود إلى بني هاشم، فمثل ذلك الكلام الذي تفوه به القلاف، فيه إساءة إلى عمامته، ومكانته، وطائفته، وقبل ذلك وبعده فيه إساءة إلى أكثر من عشرة آلاف ناخب كويتي صوتوا له، ليمثلهم في مجلس الأمة، لا أن يتحول إلى مخلب قط، أو رأس حربة، لتبني وجهة نظر الحكومة والدفاع عنها، عبر مهاجمة الآخرين، وهو دور قد يليق بالبعض، لكنه بالتأكيد لا يليق بنائب مثل القلاف، لاعتبارات لا تخفى على أحد، إلا إن كان في الأمر سر لا نعلمه؟!

النزول بمستوى الخطاب، واستخدام تلك التعابير المقززة، والظهور الإعلامي على كل شاردة وواردة، وفتح معارك جانبية مع النواب، وكسب مزيد من العداءات مع الزملاء الأعضاء، هي في واقع الأمر مواقف تثير كثيرا من علامات الاستفهام حول القلاف، الذي انبرى اليوم للدفاع عن وزير الداخلية، وأشاد به، ووصفه بأفضل وزير مر على تاريخ الوزارة.

من حق النائب القلاف أن يدافع عن الشيخ جابر الخالد، ومن حقه أن يصفه بما يريد، في المقابل من حقنا أن نذكر القلاف بتصريحاته وآرائه في وزير الداخلية نفسه خلال أزمة التأبين، التي مازلنا نحتفظ بها، فإن كان يراهن على ضعف ذاكرتنا فهو مخطئ، وإن اعتقد أننا سذج ولا نجيد قراءة تحولات المواقف السياسية، فهو معذور، أما إن كان يدرك كل ما سبق، ومع ذلك اتخذ جملة المواقف تلك، فيبدو أن الموضوع فيه «إن» وأخواتها، بل بنات عمها أيضا.

أدرك أن سيد حسين القلاف بعيد كل البعد عن أي طرح طائفي، وهي شهادة يجب أن تقال بحقه، لكن مطالبته السابقه بتعليق العمل بالدستور فيه إساءة كبيرة له كشخصية سياسية، أما الدور الذي يتقمصه الآن، وما يطلقه من كلمات جارحة ففيه إساءة لعمامته التي تفرض على من ارتداها أن يكون نقي القلب واللسان والسريرة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء