«نيويورك تايمز»: الصين تتصدر سباق العالم لإنتاج الطاقة النظيفة
الغرب يستبدل نفط الشرق الأوسط بالتقنية الآسيوية الحديثة
الولايات المتحدة وغيرها من الدول، تقدم في الوقت الراهن مجموعة من الحوافز من أجل تطوير صناعاتها المتعلقة بالطاقة المتجددة، كما أن الرئيس أوباما دعا بلاده إلى مضاعفة جهودها في هذا الميدان، لكن رغم ذلك فإن العديد من المديرين الغربيين والصينيين يتوقعون أن تتفوق الصين في سباق تقنية الطاقة.
قال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الصين تقدمت في السنة الماضية على العديد من منافسيها في دول مثل الدنمارك وألمانيا واسبانيا والولايات المتحدة، وأصبحت أكبر دولة في العالم في صنع عنفات الرياح، وهي عازمة على التوسع هذا العام بقدر أكبر في إنتاج الطاقة النظيفة.وأضاف التقرير أن الصين تفوقت أيضاّ على الغرب في العامين الماضيين لتبرز كأضخم مصنع في العالم للألواح الشمسية، كما انها تعمل جاهدة من أجل بناء مفاعلات نووية، إضافة الى أكثر أنواع مصانع طاقة الفحم كفاءة.وتثير هذه الجهود الرامية الى الهيمنة على تقنيات الطاقة المتجددة، إمكان أن يضطر الغرب في أحد الأيام الى مبادلة اعتماده على نفط الشرق الأوسط، بالاعتماد على الألواح الشمسية وعنفات الرياح والمعدات الأخرى المماثلة التي تنتجها الصين.وبحسب كبير مديري "صندوق كابيتال" لعناصر الطبيعة في بكين الذي يركز على أنشطة الطاقة المتجددة "كي تشان"، فإن "معظم معدات الطاقة ستحمل في الفترة المقبلة علامة صنع في الصين".وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قال في كلمته أمام "الكونغرس" عن حالة الاتحاد الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة متخلفة عن دول اخرى، خصوصا الصين، في مجال الطاقة، "وأنا لن أقبل بمستقبل تكون فيه جذور وظائف وصناعات الغد قائمة خارج حدودنا، وأعلم أنكم لا تقبلون بذلك أيضاً".الحوافز الأميركيةوأضاف التقرير أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول، تقدم في الوقت الراهن مجموعة من الحوافز من أجل تطوير صناعاتها المتعلقة بالطاقة المتجددة، كما أن الرئيس اوباما دعا بلاده الى مضاعفة جهودها في هذا الميدان، لكن رغم ذلك، فإن العديد من المديرين الغربيين والصينيين يتوقعون أن تتفوق الصين في سباق تقنية الطاقة.من جهة اخرى، تمثلت ردة فعل المؤسسات المتعددة الجنسية على النمو السريع في سوق الصين في بناء مصانع ضخمة ومتقدمة في ذلك البلد، كما عمدت شركة "فيستاس" الدنماركية أخيراً الى إقامة أكبر مجمع في العالم لصنع عنفات الرياح في الجزء الشمالي من الصين.وبحسب "جنز تومراب" رئيس شركة "فيستاس الصين"، فإن أحداً لم يشهد من قبل مثل هذا التطور السريع في سوق الرياح، وعليك أن تتحرك بسرعة مع ذلك السوق.توفير فرص العمل وبحسب الصحيفة، فإن صناعات الطاقة المتجددة توفر فرص عمل جديدة بسرعة ملحوظة، وقد وصل الرقم الى 1.12 مليون وظيفة في 2008، وهو يرتفع بمعدل مئة الف سنوياً، وفقاّ لجمعية صناعات الطاقة المتجددة الصينية التي تدعمها الدولة، لكن الطاقة المتجددة تخدم الاقتصاد الصيني بقدر يفوق ما تقدمه للبيئة.ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي توليد الطاقة في الصين معدلات الولايات المتحدة في 2012، ومعظم الطاقة المُضافة سيأتي من الفحم.وتعتزم الصين أن يصل معدل طاقة الرياح والألواح الشمسية الى 8 في المئة من طاقة توليد الكهرباء بحلول عام 2020، ويقابل ذلك المعدل أقل من 4 في المئة في الولايات المتحدة والصين في الوقت الراهن.وسيمثل الفحم ثلثي طاقة الصين في 2020، بينما تمثل الطاقة النووية والكهربائية المائية معظم الطاقة المتبقية.صادرات معدات الطاقةوقالت "نيويورك تايمز"، إن الصين التي تسعى الى الهيمنة على صادرات معدات الطاقة تتمتع بميزة كونها أكبر أسواق العالم في معدات الطاقة الكهربائية، كما أن حكومة بكين تنفق بسخاء على عمليات تحسين الشبكات الكهربائية التي قدمت لها 45 مليار دولار في عام 2009 وحده، وقد وفرت البنوك التي تملكها الدولة التمويل اللازم في هذا الشأن.وبحسب الصحيفة، فإن كبار قادة الصين يركزون بشدة على سياسة الطاقة، وقد أعلنت الحكومة في الأسبوع الماضي تشكيل لجنة وطنية للطاقة تضم وزراء في الحكومة برئاسة رئيس الوزراء، كما أن الأنظمة فرضت على شركات توليد الطاقة استخدام المزيد من الطاقة المتجددة، وأفضت المساعدات السخية التي قدمت الى المستهلكين لتركيب ألواح شمسية أو أجهزة تسخين مياه شمسية، الى حركة واسعة من الأنشطة على سطوح المباني في شتى أنحاء الصين.الطلب المحلي على الكهرباءوقد تتمثل الميزة الأكبر لدى الصين في الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء الذي يرتفع بمعدل 15 في المئة سنوياّ.ووفقاً لإحصائيات وكالة الطاقة الدولية، فإن الصين ستحتاج من أجل تلبية الطلب خلال العقد المقبل الى إضافة ما يقارب تسعة أضعاف من طاقة توليد الكهرباء التي ستقيمها الولايات المتحدة.وتواجه شركات الطاقة الأميركية خياراً يتمثل في شراء معدات الطاقة المتجددة أو الاستمرار في تشغيل مصانع الطاقة العاملة بالوقود الحفري والموجودة في الأساس لديها، بينما تضطر شركات الطاقة في الصين الى شراء العديد من المعدات على أي حال وتعرض الطاقة البديلة، خصوصا النووية والعاملة بقوة الرياح، بأسعار منافسة بصورة متزايدة.