خذ وخل: الطاف واخواتها (2 - 2)

نشر في 07-06-2009
آخر تحديث 07-06-2009 | 00:01
 سليمان الفهد • لعل أول ما تبادر إلى ذهني، بعد بث الحلقات الأولى من برنامج «هي وأخواتها» هو اعتقاد المشاهدين بتماهيه مع البرنامج التلفزيوني المعروف «كلام نواعم» من جراء التشابه في شكل البرنامجين! لكن مساهمة «ألطاف» مرات عدة في البرنامج يحرضها على أن تنأى به عن الوقوع في مغبة الاستنساخ الفج، والتقليد السمج!

أقول ذلك لشيوع هذا النوع من التقليد في جل الفضائيات العربية! حسبنا تدليلا على ما زعمناه: تذكر عدد البرامج التلفزيونية العربية التي حاولت استنساخ البرنامج العالمي الأشهر الذي تقدمه «الخالة أوبرا»، بدون عدتها وعتادها ودأبها وحرصها على الإتقان والتجويد والتجديد والطزاجة، فضلا عن حشد الخبراء والمعدين والمراسلين وغيرهم، لكن، حين يتاح للبرنامج المستنسخ، الإمكانات والقدرات ذاتهما، يمكنه أن يحقق النجاح الجماهيري المأمول، كما حدث مع برنامج «من سيربح المليون» على سبيل المثال لا الحصر.

وإذا كان قد راق لي أن «أخوات ألطاف» شابات يخضن تجربة تقديم البرامج للمرة الأولى، وأحسبهن في سبيلهن إلى النجاح، بإذن واحد أحد!

إلا أن الموسيقى التصويرية لـ»تتر» البرنامج وفواصله، بدت لسمعي الثقيل غير متناغمة مع اسمه ومضمونه! وبخاصة عند مقارنتها بموسيقى برنامج «حنين» للمبدع الموسيقي الدكتور سليمان الديكان، التي تحيل إلى الحنين بتجلياته كافة.

سقى الله أيام منسق الموسيقى التصويرية في تلفزيوننا الأستاذ المرهف الإحساس «نجدات المحتسب» وتلاميذه الذين موسقوا برامجه في عصره الذهبي، ذلك أن اختيار الموسيقى التصويرية، ينطوي على إبداع بمعنى من المعاني! ولو أن «هي» كانت «فيفي عبده» وليست «أم أحمد» لقلنا لا حول ولا قوة إلا بالله!

• وقد يكون من السابق لأوانه، الحكم على برنامج «هي وأخواتها» إعدادا وتقديما وإخراجا مادام برعما في شهره الأول، لاسيما أني لم أشهد منه سوى ثلاث حلقات لا تسوغ لي الحكم له أو عليه! حسبي القول بأنها تشي بأن البرنامج يصبو «نحو الأنفع والأرفع» بحسب قولة عمنا الأستاذ «توفيق الحكيم» والتي ينصح بحضورها في شتى مناحي الإبداع.

وأحسب بحكم معرفتي الحميمة بـ»ألطاف»، أنها قادرة على ترجمة نصيحة «الحكيم» إلى فعل إعلامي يدب على الشاشة، ولا ينتهي ألقه وتأثيره بنهاية الحلقة، بل إنه يكون بمعيتنا يثير فينا الدهشة وعلامات التعجب حيثما كنا! فقد لاحظت أنها تصيخ السمع لما يدور من حوار ومداخلات، ولا تنطق بمقولتها إلا في الوقت الذي يستوجب ذلك، وكأنها «عصاة موسى» تلقف العثرات والكبوات، وتزأر بالقول الفصل وما هو بالفصل! من هنا لاشك عندي أبدا بأن برنامج «هي وأخواتها» سيكون أحد السبل المحرضة للمشاهدين على العودة إلى التحلق حول تلفزيون دولة الكويت، ومشاهدته- بشغف- كما الأيام الخوالي، رغم أنف شح الميزانية إياها! وبغض النظر عن التماهي الشكلي مع برنامج «كلام نواعم» إلا أنه: كويتي قح وصرف، لكون مضمونه ينضح بقضايا وحكايا خارجتين من رحم البلاد والعباد، ويتمحور حول شخوص عامة وعادية تعيش في حضن الديرة، وتلعلع بموضوع طريف يستأهل الطرح والحوار والإشهار، ولكن ما أخشاه هو أن يفاجئنا أحدهم بسؤال موجه إلى وزير الإعلام بشأن سفور «هي» وحجاب «أخواتها»، لأن بلادنا هي- ولا فخر- موطن الجائز والممكن!

أما بلية ميزانية التلفزيون الشحيحة، فيبدو ألا حل لها سوى باللجوء إلى بنك الفقراء في «بنغلاديش» للحصول على قرض حسن إلى حين ميسرة!

back to top