علمت "الجريدة" أمس أن الحكومة الإسرائيلية طالبت مصر بالتعاون للكشف عن مصير 3 ضباط ألمان نازيين هاربين من أحكام بالإعدام، قالت إنهم مقيمون في الأراضي المصرية منذ عام 1960.

Ad

وكشفت مصادر رفيعة المستوى لـ"الجريدة" أن السفير الإسرائيلي في القاهرة إسحاق ليفانون تقدم بمذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية المصرية في 30 مايو الماضي، يستنكر فيها عدم تعاون السلطات المصرية مع مراكز إسرائيلية معنية بملاحقة "مجرمي العهد النازي في حق اليهود العزل إبان الحرب العالمية الثانية".

وأشارت المذكرة إلى أن السلطات الإسرائيلية دأبت على تذكير السلطات المصرية بهذا الشأن، لكن أحداً لم يجبها بإجابات شافية. ولفتت المذكرة إلى أن السلطات المصرية لم تتعاون أيضاً في تسليم جثة الضابط النازي إيربرت هايم المعروف باسم "طبيب الموت"، الذي تم اكتشاف وفاته في مصر أول فبراير عام 2009.

وجاء في المذكرة، التي تسلمتها وزارة الخارجية المصرية، أن "السلطات الإسرائيلية تهيب بالسلطات المصرية المعنية التعاون مع سفارتها في القاهرة، لتعقب آثار المطلوبين النازيين الهاربين، طبقاً لمذكرة التتبع الصادرة عن مركز سيمون فيزنهالت لتعقب النازيين الهاربين، ووحدة شركة بادن فوبيمبيرغ التي تجري التحقيقات بشأن جرائم العهد النازي، ومعهد ديفيد إس وايمان لدراسة الهولوكوست".

وقدمت السفارة الإسرائيلية صوراً فوتوغرافية للمطلوبين الثلاثة الذين يعتقد وجودهم في مصر، للمساعدة في الوصول إليهم "أحياء أو أمواتاً"، مع كشف مفصل لتحركاتهم قبل عام 1960، ومعلومات مفصلة عن "جرائمهم في حق اليهود العزل" إبان الحرب العالمية قبل ستين عاماً.

وذكرت مذكرة السفارة الإسرائيلية أن المطلوبين الألمان هم الملازم وولفغانغ بلومنتال المولود في أكتوبر عام 1921 في النمسا، والملازم ألبيرت غونتار المولود في نوفمبر عام 1921 في ألمانيا، والملازم هورست هلموت المولود في فبراير 1920 في ألمانيا.

وأشارت إلى أن الثلاثة فروا من محاكمات محكمة نورمبيرغ الدولية، التي حكمت عليهم بالإعدام غيابياً، ولجأوا إلى دول أميركا اللاتينية، لينتهي بهم المطاف في مصر عام 1960، في الوقت الذي زار مصر عدد كبير من الألمان المشاركين في توسيع التصنيع العسكري والتصنيع الثقيل الذي شهدته مصر في تلك الأثناء، في عهد جمال عبدالناصر.

وتفيد المذكرة بأن هؤلاء الضباط كانوا مسؤولين عن كتائب الإعدام المتنقلة التي ارتكبت مذابح بحق يهود عزل، مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية، في الوقت الذي كانت تنهار فيه قوات الجيش الألماني النازي.