خطة التنمية والفرص الوظيفية
إن قيمة المبالغ التي تصرف على المشاريع الإنشائية الكبرى لا تعتبر معيارا دقيقا للحكم على نجاح تنفيذ خطط التنمية، بل إن أحد المعايير الرئيسة لنجاح تنفيذ الخطة الإنمائية هو مدى توافر فرص وظيفية جديدة تساهم في الحد من مشكلة البطالة.
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
من ناحية أخرى فإننا عندما نتحدث عن ضرورة توفير فرص وظيفية جديدة للعمالة الوطنية في المشاريع الإنشائية الكبرى فإننا نشير أيضا إلى ما يترتب على ذلك من أثر بالغ على التركيبة السكانية المختلة أصلا، والتي حتما ستتأثر سلبا نتيجة لاستقدام عمالة أجنبية، كما أننا نشير من زاوية أخرى أيضا إلى المتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الكثيرة التي ستترتب على استقدام المزيد من العمالة الأجنبية. لذا فإن تنفيذ خطط التنمية المستدامة لا يتوقف البتة على عدد العقود الإنشائية التي توقعها الحكومة، ولا على المبالغ الضخمة التي تصرف على المشاريع الإنشائية الكبرى، بل إن مقياس التنفيذ الصحيح لخطط تنموية حقيقية هو مقدار القيمة المضافة التي توفرها عملية التنفيذ لمصلحة تنمية القوى البشرية الوطنية، بالإضافة إلى حجم التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية الإيجابية التي تترتب عليها.خلاصة القول: إنه ما لم توفر "خطة التنمية" فرصا وظيفية جديدة للعمالة الوطنية، تساهم في حل مشكلة البطالة المتفاقمة من ناحية، وتساعد على إصلاح الخلل في التركيبة السكانية من الناحية الأخرى، وهو ما لم تتضح معالمه حتى الآن، فإن أي حديث حكومي عن خطة تنموية حقيقية ستنقل المجتمع الكويتي نقلة نوعية، لا يعدو عن كونه حديثا نظريا رغم مليارات الدنانير التي ستصرف على المشاريع الإنشائية التي ستذهب مباشرة إلى جيوب وكلاء الشركات العالمية، وبعض أعوانهم ومساعديهم من أطراف البيروقراطية الحكومية.