حديث العسكر

نشر في 09-04-2010
آخر تحديث 09-04-2010 | 00:01
 وضّاح « يا ميُّ ناب السمعُ عن بصري

في الليلة السوداءِ من صَفَرِ» *

فتدافعتْ سُحُبٌ بأخْيلتي

ورعوُدهنّ.. ولم يحِنْ مَطري!

فمشيتُ في ليلي... تُتَابعُني

تلك الذئابُ... وتَقْتفي أثري

وعرائسُ الإلهامِ خَائفةٌ

قد حرّمت.. فَتَجَاهلتْ وتري

حتى دَنا ظلٌ فآنسها

يغشى الدجى بتلفّتٍ حَذِرِ

وعَصَاه تطرقُ باَب ذاكرتي

هو ذا البصيرُ ودونما بصرِ!

قد جاء في شوقٍ يسائلُني

عن أهله؟ وملاعب السَّمَرِ؟

ويقول: أقلامي بمِحْبَرتي

كم قيّدوها فانطوتْ صوَري

« فأرقتها كرها على جزعٍ

فوق الرمال وبتُّ في سقر»

هم حاكموني في منابرهم ْ

لم يقرؤوا سِفْري ولا فِكَري!

الجاهلون.. السادرون هوىً

العابثون بروضنا النضِرِ

ما أشبه الأيام.. باعثة

تلك الوجوه بكيدها الخطِرِ!

لو باغتتْ ريحٌ منازلَهمْ

تُبْدي الستائرُ.. سوءةَ السُّررِ

يا ميّ لا تمْسي على دعةٍ

يا ميّ لا تُبْقي ولا تذري!!

لا تأمني لمواقدٍ هدأتْ

يُخفي الرمادُ ضغائن الشرر

« يا ميّ والأقْدارُ ساخرةٌ

منّا ولم نسْخَرْ ولم نثُر»

مالي أراكِ اليوم صامتةً

أَوَما رأيتِ مهازل القَدَر؟!

« مالي أرى جاري يكفرّني

ويقدِّمُ القربان للحجرِ»

ومشعوذٌ أمستْ تمائمُه

بين الأنام كأقدسِ السوّرِ

* * *

«العسكرُ» المنبوذ مُغترباً

قد عاد من سَفَرٍ... إلى سَفَرٍ

أطْرقْتُ في أفيائه خجِلاً

نخلٌ ينوء بأطيب الثمر

أيامُه الخُضْرُ استوتْ طرقاً

فخُذي بها... بالشعْرِ... بالعِبَرِ

أو نادميه فكأْسُه فرُغتْ

بهجيرِنا... يا ميّ.. واعتذري!!

_______________

* من قصيدة فهد العسكر « هاتِ الدواء وكحِّلي بصري».

back to top