حديث العسكر
« يا ميُّ ناب السمعُ عن بصري
في الليلة السوداءِ من صَفَرِ» *فتدافعتْ سُحُبٌ بأخْيلتيورعوُدهنّ.. ولم يحِنْ مَطري!فمشيتُ في ليلي... تُتَابعُنيتلك الذئابُ... وتَقْتفي أثريوعرائسُ الإلهامِ خَائفةٌقد حرّمت.. فَتَجَاهلتْ وتريحتى دَنا ظلٌ فآنسهايغشى الدجى بتلفّتٍ حَذِرِوعَصَاه تطرقُ باَب ذاكرتيهو ذا البصيرُ ودونما بصرِ!قد جاء في شوقٍ يسائلُنيعن أهله؟ وملاعب السَّمَرِ؟ويقول: أقلامي بمِحْبَرتيكم قيّدوها فانطوتْ صوَري« فأرقتها كرها على جزعٍفوق الرمال وبتُّ في سقر»هم حاكموني في منابرهم ْلم يقرؤوا سِفْري ولا فِكَري!الجاهلون.. السادرون هوىًالعابثون بروضنا النضِرِما أشبه الأيام.. باعثةتلك الوجوه بكيدها الخطِرِ! لو باغتتْ ريحٌ منازلَهمْتُبْدي الستائرُ.. سوءةَ السُّررِيا ميّ لا تمْسي على دعةٍيا ميّ لا تُبْقي ولا تذري!!لا تأمني لمواقدٍ هدأتْيُخفي الرمادُ ضغائن الشرر« يا ميّ والأقْدارُ ساخرةٌمنّا ولم نسْخَرْ ولم نثُر»مالي أراكِ اليوم صامتةًأَوَما رأيتِ مهازل القَدَر؟!« مالي أرى جاري يكفرّنيويقدِّمُ القربان للحجرِ»ومشعوذٌ أمستْ تمائمُهبين الأنام كأقدسِ السوّرِ* * *«العسكرُ» المنبوذ مُغترباًقد عاد من سَفَرٍ... إلى سَفَرٍأطْرقْتُ في أفيائه خجِلاًنخلٌ ينوء بأطيب الثمرأيامُه الخُضْرُ استوتْ طرقاًفخُذي بها... بالشعْرِ... بالعِبَرِأو نادميه فكأْسُه فرُغتْبهجيرِنا... يا ميّ.. واعتذري!!_______________* من قصيدة فهد العسكر « هاتِ الدواء وكحِّلي بصري».