تصاعد التوتر الأمني في غزة أمس، مع قتل إسرائيل ناشطين من حركة "الجهاد"، في وقت دخل القرار الإسرائيلي بطرد "المتسللين" إلى الضفة الغربية حيز التنفيذ، وسط تصاعد الإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية بالضفة خصوصاً في القدس.

Ad

قتل ناشطان فلسطينيان من "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، في اشتباك مسلح مع قوة من الجيش الإسرائيلي توغلت شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة صباح أمس.

وكانت "سرايا القدس" أعلنت في بيان أن مجموعة من مقاتليها "تخوض اشتباكات عنيفة مع قوة صهيونية خاصة حاولت التسلل إلى شرق مخيم البريج".

وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي الحادثة زاعمة أن "أربعة فلسطينيين اقتربوا من السياج الحدودي وأطلقوا الرصاص باتجاه الجنود الذين ردوا على إطلاق النار وأصابوا أربعة إرهابيين"، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي. وبعد انتهاء الاشتباك المسلح توغلت قوة إسرائيلية مدعومة بعدد من الآليات العسكرية مئات الأمتار في الأراضي الفلسطينية شرق المخيم، بحسب الشهود.

وأوضح عدد من السكان أن جرافتين عسكريتين برفقة ثلاث دبابات وناقلة جند توغلت لحوالي أربعمئة متر، وتقوم بأعمال تجريف وتمشيط في المنطقة. وكانت "سرايا القدس" كشفت أمس الأول، أن أجهزة أمن حكومة "حماس" أفرجت عن أربعة من أعضائها اعتقلتهم ليل الاحدـ الاثنين، بينما كانوا يعدون لتنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد أن أجبرتهم على توقيع تعهد باحترام التهدئة غير المعلنة مع إسرائيل.

ورفضت السرايا التقيد بأي هدنة، مؤكدة أنه "لا يوجد أي هدنة بين المقاومة والعدو".

فياض

دعا مجلس الجامعة العربية في بيان أصدره عقب الاجتماع الطارئ الذي عقده أمس في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة إلى "عدم الانصياع" لأمر الطرد الإسرائيلي من الضفة الغربية.

ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس في مدريد الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي ويمكن أن يسمح بطرد آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة بأنه "غير شرعي".

وقال فياض في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لجنة تنسيق المساعدة الدولية لفلسطين إن "الأمر العسكري الذي يهدف الى إبعاد الفلسطينيين أو اخضاعهم لملاحقات غير شرعي من كل وجهات النظر".

وكان فياض دان في بيان "القرار العسكري الإسرائيلي (...) المسمى منع التسلل"، معتبراً أنه "بسبب غموضه يفتح الباب أمام سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي لتفريغ مناطق من سكانها وترحيلهم بصورة جماعية تحت دعاوى الحصول على إذن، بهدف تكريس وتعميق سلطة الاحتلال".

كما رأى أن هذا الأمر يهدف إلى "تسهيل السيطرة على أراضي السكان وتوسيع الأنشطة الاستيطانية عليها خصوصاً في القدس الشرقية والمناطق الواقعة خلف الجدار ومناطق الاغوار، التي تصنف سلطات الاحتلال معظمها كمناطق عسكرية مغلقة".

بناء كنيس

أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، أن بلدية القدس تستعد للموافقة على بناء كنيس ومدرسة في حي جيلو بالقدس الشرقية المحتلة على أراض صودرت من فلسطينيين. وأشارت الإذاعة إلى أن هذا المشروع سيحصل غداً على موافقة لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس.

وأكد رئيس هذه اللجنة كوبي كالون للاذاعة وجود هذا المشروع، مشيراً إلى أن القرار "رسمي بحت إذ إن هذا المشروع أطلق في 1993 ثم بقي حبراً على ورق بسبب مشاكل مالية".

إلى ذلك، قال أمين عام اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن إسرائيل منعت أكثر من مرة وصول مهندسين أردنيين إلى طريق باب المغاربة في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، من أجل "أخذ القياسات اللازمة" لإعادة تأهيله بعد تعرضه "لمحاولات هدم" من جانب إسرائيل. وبحسب كنعان فإن "منظمة اليونسكو وافقت في وقت سابق على مشروع أردني يقضي بإعادة طريق باب المغارية إلى وضعه السابق".

حكومة نتنياهو

أكد سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسفي هاوزر أن حكومة بنيامين نتنياهو متمسكة بمواصلة سياسة البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، وذلك بعد اجتماع الهيئة السباعية للحكومة ليل الاثنين ـ الثلاثاء للمرة الثالثة خلال أسبوع، لبحث مطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما من إسرائيل. ويبدو أن الحكومة لم تتوصل بعد إلى رد على هذه المطالب في وقت تتم المفاوضات مع الجانب الأميركي بشكل سري دون إعلان أي موقف رسمي.

بيريز

بدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمس، زيارة رسمية إلى فرنسا تتمحور حول سبل إعادة إطلاق عملية السلام. وقال بيريز قبيل مغادرته إسرائيل إنه سيشدد خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم، على أن "(الرئيس السوري بشار) الأسد يصرح برغبته في السلام، لكنه يرسل صواريخ سكود إلى حزب الله الذي مهمته فقط تهديد وجود إسرائيل". وتابع أن "دمشق تعتقد أن على الجميع الجري وراءها، بينما هي ليست ملتزمة بشيء، لكن هذا الطريق لن ينجح".

  (رام الله، القدس، مدريد ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)