سَيّارَتُنا مِثلُ حَصاةْعَلِقَتْ في مَجرى السَّنَواتْ.
ما شَمَّتْ رائِحَةَ السَّيرِولا ذَاقَتْ طَعْمَ الطُرُقاتْ!سَيّارَتُنا هِيَ سِيرَتُنانَحنُ الأَحياءَ الأَمواتْ.مُنذُ مَلَكناها أمسينامَعَها فيها.. مُمتَلَكاتْ!أُغلِقَتِ الأبوابُ عَلَيناوانتُزِعَتْ مِنها العَجَلاتْوارتَضَّ زُجاجُ نَوافِذِهادُونَ مُطاوَعَةِ الإفلاتْلا يَلتَمُّ.. ولا يَتَبعثَرْظَلَّ يُرينا حَرَّ الشَّمسِوَيعمينا عن بَرْدِ المَنظَرْ.وَتَهَرّأَ واقي الصَّدَماتْحتّى أصبحَ مِن ذُلَّتِهِيَتَسوَّل عَطْفَ النَّسَماتْ!والسّائِقُ مَعدومُ الذّاتْمَجنونٌ في يَدِهِ خِنجَرْلَمْ يَترُكْ فيها مِصباحاً إلّا لَوَّنَهُ بالأحمَرْ!**وَتَمرُّ بنا السيّاراتْفَيَسوقُ السّائِقُ مِحنَتَناوَيُلَفلِفُ خُبزَ الصَّدَقاتْوَيبيعُ البترولَ لِيَسكَرْ.وَنَبيتُ وَنصحو نَتَضوَّرْ.فإذا أطبَقَتِ الظُّلُماتْأشعلنا حَطَبَ الآهاتْ:أُمّي تَطلُبُ أن نَتَصبَّرْ.عَمّي يَروي قِصَّةَ عَنترْ.أختي تَتَفَقّدُ مَن ماتْ.وأبي يَلهَجُ بالَّدَعَواتْ.وأخي يَستَعرِضُ جُثَّتَهُوَيُوَثِّقُ عَضَّ الحَشَراتْ!والمذياعُ الحَيُّ الباقييَجتَرُّ بَقاياه وَيَزحَرْ:(وَطَني حَبيبي.. وَطَني الأكبَرْ).**وَتَمُرُّ بِنا السيّاراتْ!
أخر كلام
لافتات سائق المحنة
23-08-2009