في خطوة دبلوماسية لافتة، رفض لبنان تسلّم دعوة ليبية إلى حضور القمة العربية المرتقبة في أواخر الشهر المقبل في ليبيا، بعد حضور السفير اللبناني في دمشق ميشال خوري الى السفارة الليبية، بناء على اتصالات مكثفة أجراها السفير الليبي في دمشق بخوري، الذي تحفظ عن تسلم الدعوة من وزير الخارجية الليبي. وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أن "السفارة اللبنانية في دمشق ردّت كتاب الدعوة الليبية الذي تلقته من مكتب العلاقات التابع للجماهيرية العربية الليبية في دمشق، لأنها غير مخولة من الناحية الإدارية تسلم هذه الدعوة".  

Ad

وبما أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيحضر الى بيروت في اليومين المقبلين، أوضحت مصادر دبلوماسية في بيروت أن "لبنان لن يقبل الدعوة إلى حضور القمة العربية في ليبيا، إلا من خلال موفد ليبي ينقل الدعوة الى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان". وذكّرت أن "الضجة نفسها أثيرت بشأن توجيه الدعوة إلى ليبيا عند انعقاد القمة العربية في بيروت عام 2002"، موضحة أن الدولة اللبنانية كما وجهت حينئذ الدعوة الى الرئيس الليبي "تريد أن تعامل بالمثل".

الحريري- ميركل

في برلين، حضر الملف اللبناني ومهام قوات "اليونيفيل"، إضافة الى الأوضاع في المنطقة خلال المحادثات التي أجراها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي نفت "أي نية لسحب قوات بلادها العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان"، مستبعدة "نشوب أي حرب إسرائيلية جديدة على لبنان". ودعت، في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع الحريري، إلى "استئناف مفاوضات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في أسرع وقت"، ووصفت "إعلان اسرائيل بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية بالضربة الموجعة، محذرةً من "خطر يهدد عملية السلام".

ونوّه الرئيس الحريري، الذي يلتقي اليوم أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الألماني، والسفراء العرب المعتمدين في برلين، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب "الديموقراطي الاجتماعي" الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بـ"مساهمة المانيا في إعادة الاستقرار والحفاظ على الهدوء في المنطقة"، مثنياً على دورها في "تنفيذ القرار 1701 ومشاركتها في لجنة مراقبة الحدود بين لبنان وسورية، والقوات البحرية العاملة ضمن اليونيفيل في جنوب لبنان".

وفي إطار الاهتمام الأوروبي بلبنان والوضع في المنطقة، تصل الى بيروت اليوم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، البارونة كاترين آشتون، ضمن جولة تشمل عدة دول في المنطقة.

جنبلاط

وبعد الاعتذار الذي قدمه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الى سورية، من دون أن يتبلغ جواباً سورياً رسمياً، أفرد جنبلاط كلمته الأسبوعية الى مجلة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي للتشديد على "ضرورة حماية ما تبقى من أبنية تراثية داخل العاصمة بيروت وخارجها". ودعا، في الشأن الفلسطيني، الى موقف عربي موحد إزاء المشاريع الإسرائيلية الخطيرة التي تنذر بمخاطر كبرى على مستقبل الصراع العربي- الاسرائيلي برمته".

وأبلغ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله جنبلاط، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستقبله في موعد يُحدّد خلال الأيام المقبلة.

وقال بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله" مساء أمس، إنه في سياق الوساطة التي قام بها نصرالله لدى القيادة السورية، والتي جاءت "بناء على طلب" جنبلاط، "وبعد المواقف الواضحة والمراجعة الجريئة التي قام بها في ما يتعلق بمجريات وتطورات المرحلة السابقة وتأكيده الثوابت السياسية الأساسية، وخصوصا في ما يتعلق بالموقف من سورية والمقاومة وفلسطين بالدرجة الأولى، فقد أبلغ السيد نصرالله مساء اليوم (أمس) الأستاذ وليد جنبلاط أن القيادة السورية ونظرا لحرصها على أحسن العلاقات مع جميع اللبنانيين، وجميع القوى السياسية في لبنان، ومع الأخذ بعين الاعتبار كل المواقف والمراجعات والتطورات التي حصلت مؤخرا، فإنها ستتجاوز عما حصل في المرحلة السابقة، وستفتح صفحة جديدة تأمل أن تعود بالخير على الجميع"، وأن الأسد "سيستقبله في دمشق أثناء زيارته لها في موعد سيتم إعلانه خلال الأيام القليلة المقبلة".